المشاركات

تتمة القصة 20: تاجر الحبوب

صورة
تاجر الحبوب الجزء الثاني: طلب الضابط أحمد الفايز من عبد الله أن يسلمه صورة الشيك، بعد أن حصل عليها توجه إلى البنك يريد لقاء المدير عبد الحميد بن كحلة ولكنه لم يكن موجودا، ولم يستطع أي من أعوانه الإفادة بالمكان الذي يوجد فيه، وكان الضابط أحمد الفايز في سياق إستجلائه خلفية إختفاء شمعون بن ميمون كان قد علم من أحد العمال في المخزن أن مشادة كلامية نشبت مساء ذلك السبت بين شمعون وشريكه عبد الله وأن أصواتهما إرتفعت وسُمع عبد الله يقول سأقتلك، حينما سأل الضابط عبد الله عن ذلك أكد أنه فاه بتهديده بالقتل ولكنه لم يهدد بقتل شمعون بل بقتل مدير البنك إن هو لم يفي بوعده. تأسيسا على ذلك سار المحققون يتعاملون مع عبد الله بن المختار كمشتبه به، طرحت إمكانية توقيف عبد الله غير أن ممثل النيابة العامة بعد إستشارته رأى التريث إلى حين توفر أدلة كافية. في صباح يوم الإثنين كانت دورية للدرك الملكي على متن طائرة مروحية تحلق فوق مياه المحيط الأطلسي قبالة مدينة الصويرة، رصدت الدورية على بعد عدة أميال من الشاطئ قاربا بدى وكأنه يعاني من مشاكل تقنية، كان على متن القارب رجل في ظروف صعبة، أبلغت دورية الدرك البحرية الملك...

القصة 20: تاجر الحبوب

صورة
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا. تاجر الحبوب الجزء الأول: في الفاتح من يوليوز من العام 2007 كانت مدينة الصويرة كدأب مدن مغربية ساحلية كثيرة تعج بالسياح، في ساحات المدينة إحتفالات تستغرق من الليل أغلبه، وبرغم الرياح التي كانت تمشط المدينة فإن الساحات والشوارع كانت غاصة بالناس، في تلك الليلة وكانت ليلة مقمرة طرقت سيدة يهودية باب مكتب عميد الشرطة المكلف بالمداومة، جاءت السيدة تبلغ عن إختفاء زوجها شمعون بن ميمون، قالت إنه تعود أن يأوي إلى بيته بعد مغرب كل يوم وإنها إنتظرت قدومه ولما تأخر إتصلت به في هاتفه المحمول ولكنه لا يرد، كانت السيدة الخمسينية قلقة، قالت إنها إتصلت بشريكه في تجارة الحبوب وعلمت أنه لم يكن في المخزن. كان شمعون بن ميمون الستيني رجلا معروفا بين تجار الصويرة، كان تاجر حبوب متخصص في تجارة البشنا أو (الزوان) ذاك الحب اللماع الذي يعرف عامة الناس أن هواة تربية الطيور يطعمونه طيورهم، شمعون بن ميمون يعلم كما شريكه عبد الله بن المختار أن "للزوان" ...

تتمة القصة 19: المحلل يمتنع عن التطليق

صورة
المحلل يمتنع عن التطليق الجزء الثاني: لم يكن العدلان اللذان وثقى الزواج على إضطلاع على اللعبة، ولما أيقن صالح وصديقه أنهما وقعا في ورطة لم تكن في الحسبان تفتق إجتهاد الصديق عن فكرة، إقترح على العدلين لقاء مبلغ من المال إلغاء عقد الزواج، فوجئ صالح الذي تعود ألا يرفض له طلب بأن أحد العدلين الذي كان موجودا في المكتب يرفض إلغاء العقد وكان قد تابع مشهد خطف رضى الخلفاوي بينما كان يصرخ مطالبا بزوجته، فاجأ صديق صالح العدل بسؤال عما سيحدث إذا توفي الزوج المحلل لم يظفرى بشيء فإنسحبى. لما إلتقى العدلان بدى لهما أن الشاب الذي عقدى زواجه بزكية قد يكون في خطر ولذلك أبلغى قاضي الأحوال الشخصية، في تلك الأثناء كانت عائلة رضى الخلفاوي تتقدم لدى مفوضية الشرطة بطلب بحث عن مختفي، لم يكن المختفي سوى الشاب رضى الخلفاوي. قَدمَ العدلان إلى قاضي الأحوال الشخصية الوثائق التي أسسى عليها عدق الزواج، ولما إضطلع على الملف لم يجد فيه ما يبطل العقد، علم أن الشاب رضى الخلفاوي إنما يقوم بدور الزوج المحلل، لم تكن حالته هي الأولى التي يبحثها قاضي الأحوال الشخصية، كان العدلان قد أبلغا القاضي بأن من توسط في تلك الزيجة لما ل...

القصة 19: المحلل يمتنع عن التطليق

صورة
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا. المحلل يمتنع عن التطليق الجزء الأول: في المجتمعات الإسلامية كثيرا ما يقع الأزواج في ورطة الطلاق الثالث، ففي الشريعة الإسلامية الطلاق مرتان، وبعد الطلاق الثالث لايستطيع الزوج إستعادة مطلقته حتى تنكح زوجا غيره، زواجا عاديا طبيعيا ويطلقها زوجها الجديد بشكل طبيعي، لا إفتعال فيه ولا إكراه. وكثيرة هي الحالات التي يعمد فيها الزوج إلى التحايل على مقتضيات وأحكام الشريعة متغافلا ما يترتب عن ذلك من الناحية الدينية. ليس موضوعنا البحث في ما يترتب شرعا على من يلجأ إلى خدمات الزوج المحلل، ولكن ما يستوقفنا في قصتنا اليوم هو جانب الجريمة التي نشأت في ظل اللجوء إلى خدمات الزوج المحلل. نحن في الدار البيضاء أواخر العقد الأخير من القرن الماضي، صالح المشروط تاجر معروف في أوساط بائعي حديد الخردة الموجه لإعادة الإستعمال، يملك صالح عدة مستودعات وأسطولا من الشاحنات يجلب عليها حديد الخرذة من مختلف المدن المغربية، كانت تجارته منتعشة، كما أنه إشتهر بإقامة الل...

تتمة القصة 18: أسرار الرماد

صورة
أسرار الرماد الجزء الثاني: إجتمع عميد الأمن بالعرائش إلى الضابط الممتاز أحمد المتوكل والمفتشين، أمر بأن يخضع شمعون عليل لإستجواب أولي وأن يتم ذلك فورا، كان القصد رصد ثغرة لتعميق التحقيق حول الحريق وكشف ما إذا كان ذا طابع إجرامي، تم إعتبار شمعون عليل ظنينا ولذلك أوكل إلى أحد المفتشين المحنكين مراقبته من بعيد. مكنت المعاينة التي أجراها خبير في الكهرباء من تعزيز فرضية الحريق المتعمد، ذلك أن كومة من الأوراق كانت تحيط المدفأة الكهربائية التي ذابت كل أسلاكها والتي كانت في وضع التشغيل، في الآن نفسه أثبت الفحص الذي أجري لبصمات الجثة أن الأمر يتعلق فعلا بحارس مخزن الخشب، أتناء التحقيق معه قال شمعون عليل أنه أغلق المحل في الرابعة عصرا ولم يتنبه إلى توقيف المدفأة الكهربائية. كان يقدر الخسائر التي تسبب فيها الحريق بما يزيد عن 100 مليون سنتيم، قال إن المخزن مؤمن ضد الحريق، علم المحققون من المؤسسة البنكية حيث يتوفر شمعون على حساب أن للرجل حسابين أحدهما لا يستعمل إلا ضمن نطاق محدود جدا بيد أن له حسابا في الفرع الإقليمي لتلك المؤسسة عليه دين يفوق 70 مليون سنتيم. إتضح أن السيد شمعون كان عاجزا عن تسديد ...

القصة 18: أسرار الرماد

صورة
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا. أسرار الرماد الجزء الأول: كان الضابط أحمد المتوكل من قدماء الشرطة إرتقى الرتب الواحدة تلوى الأخرى بجده وإنضباطه، من حارس أمن إلى مفتش للشرطة إلى ضابط ممتاز. نحن الآن في العام 1996 في تلك السنة إلتحق الضابط ممتاز إبن طنجة بمفوضية الشرطة بالعرائش بعد أن قضى عشرة أعوام في الشرطة القضائية حيث راكم تجربة كبيرة في الحوادث المشبوهة والحرائق. طلب الضابط الممتاز أحمد المتوكل نقله إلى العرائش بعد أن أوشك أن يحال على المعاش، كان يريد الإقتراب من طنجة حيث شرع في بناء منزل يأويه بعد أن يحال على التقاعد. في العرائش إندمج بسرعة ضمن أسرة الأمن الإقليمي وإعتبارا لتجربته الطويلة وخبرته فقد أسندت إليه مهمة الإشراف على مصلحة الشرطة القضائية، في 12 أبريل من العام 1996 وجد نفسه يتعاطى مع ملف من صميم ما يمكن أن يعتبر إختصاصه بإمتياز، صباح ذلك اليوم وبعد جهد كبير تمكن رجال الإطفاء من إخماد حريق مهول شب في حدود منتصف الليل في مخزن للخشب تعود ملكيته إلى ال...

تتمة القصة 17: دمالج من نحاس

صورة
دمالج من نحاس الجزء الثاني: طلب العميد إحضار الضنين، لما مّثُل أمامه طلب منه أن يدلي بكل التفاصيل، قال إنه إلتقاها في الشارع وإنها رافقته برضاها إلى كوخه بعد أن قضى منها إثنان من أصحابه وطرهما في غابة سوق الإثنين، كان الظنين يبدي إصراره على أن ربيعة كانت من بائعات الهوى، سأله العميد لماذا لم يعمل على إضاءة الكوخ ما دامت قد رافقته بمحض إرادتها؟ وجد جوابا سهلا قال إن الكوخ غير مزود بالكهرباء وأنه لا يستعمل الشمع إلا نادرا لأنه لا يدخل الكوخ إلا للنوم، تم ختم المحضر وطلب العميد من الضنين أن يوقع عليه لم يكن يريد أن يترك له فرصة للتراجع عما صرح به.  قرر أن يصحبه إلى الكوخ للتحقق من كونه غير مزود بالكهرباء، رافق العميد في هذه المهمة مجموعة من المفتشين، في الحقيقة لم يكن القصد هو التحقق من أن الكوخ مزود بالكهرباء أم لا، ولكن القصد هو العثور على الدمالج السبعة، دمالج ربيعة.  لم يكن الكوخ يتسع لأكثر من أربعة أشخاص، طلب العميد من مساعديه تفتيش المكان بحثا عن ما قد يفيد البحث،وبينما كان المفتشون منهمكون في تفتيش الكوخ كان العميد يراقب نظرات الظنين، لاحظ أنه كان طوال الوقت ينظر إلى أعلى ...

القصة 17: دمالج من نحاس

صورة
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا. دمالج من نحاس الجزء الأول: تنقلنا القصة إلى مدينة القنيطرة في أواخر ستينيات القرن الماضي، تحديدا في ربيع العام 1968، إستقبل عميد الشرطة في الدائرة الثانية العميد إدريس العيدي الذي كان يقوم بالمداومة إستقبل امرأة في الخمسين من العمر، قالت إنها جاءت لتبلغ عن عملية إختطاف تعرضت لها إبنتها، أكدت أنها خطفت على متن سيارة أجرة، إستغرب العميد الأمر للحظة إعتقد أن المرأة ربما تعاني من مرض نفساني ومع ذلك قرر أن لا يستهين بالموضوع، طلب من المرأة توضيحات حول إبنتها التي تعرضت للخطف، قالت أنها في الرابعة والعشرين من العم، مطلقة وتعمل خادمة في بيت ضابط أمريكي كان وقتها يعمل في مطار القنيطرة. حسب العميد العيدي أن الأمر يتعلق بقضية فساد، فقد صرحت الأم بأن إبنتها رَكِبت أو أركبت سيارة أجرة صغيرة، المعلوم أن أي سائق طاكسي لا يمكنه أن يجبر الناس على إمتطاء سيارته، مع ذلك سجل العميد شكاية وإن لم يبدي حماسا كبيرا  إزاءها. في صبح اليوم الموالي تقدم...

تتمة القصة 16: إمرأة ورجلان

صورة
إمرأة ورجلان الجزء الثاني: تم إعداد الوثائق وتم تزويج العقيد بعائشة البكر المصون كما ورد في عقد النكاح. في الأيام التي تلت أذاقته من المتعة أشكالا وأنماطا، لم يكن سنه يتيح له مسايرة شبابها، خارت قواه، كانت خطة عائشة أن تجعل الشيخ يفرط في تناول عقار الڤياغرا، كانت وزوجها إدريس واثقين من أن ذلك العقار سيعجل برحيل العقيد، كانت عائشة تلح على زوجها العقيد أن يهب شقيقها المزعوم إدريس منزلا يأوي إليه، إستجاب ووهبه منزلا كان آيلا إلى السقوط ولكن الأرض التي شيد عليها صارت ذات قيمة عقارية هامة، قبل إتمام إجراء ات الهبة كانت عائشة قد أجبرت زوجها الذي دفعها إلى عمق اللعبة على أن يوقع إقرارا بالدين هي الآن لم يعد تثق به ولا تريد أن تخسر نصيبها في الغنيمة. أدمن العقيد على عقار الڤياغرا وفي ليلة من ليالي شتاء العام 1999 فارق الحياة. إستدعت عائشة إدريس زوجها الشرعي، فتشا الغرفة، إكتشفا أن للعقيد الراحل حساب بنكي بما يناهز مليون درهم، أخذ إدريس ورقة من دفتر الشيكات جعله شيكا ب 350000درهم، بحث في أوراق العقيد الهالك وجد ورقة تحمل توقيعه، قلد التوقيع وسار الشيك جاهزا للصرف. ألبسا جثة العقيد ملابس النوم، ...

القصة 16: إمرأة ورجلان

صورة
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا. إمرأة ورجلان الجزء الأول: في العام 1930 كانت مدينة تندوف مغربية ظلت كذلك إلى أن ضمها الإحتلال الفرنسي إلى الجزائر مستعل خمسينيات القرن الماضي، في تندوف في العام 1930 ولد علي التواتي، وقد أنهى علي مساره الدراسي في مدرسة تكوين الضباط وكان من الضباط المرموقين في الجيش الفرنسي. في العام 1956 بعد حصول المغرب على الإستقلال كان الضابط علي التواتي في جملة الضباط الذين إعتمد عليهم في تأسيس القوات المسلحة الملكية، تدرج وإرتقى الرتبة تلوى الرتبة وحين أحيل على المعاش كان برتبة عقيد. خلال وجوده في فرنسا تعرف إلى فتاة فرنسية ما لبث أن تزوجها، كانا سعيدين وقد رزقا مولودا تفانيا في تربيته وتعليمه في أرقى وأحسن المؤسسات التعليمية في المغرب وفرنسا. كان الكولونيل علي التواتي يحب الطبيعة ولذلك نراه في العام 1970 يشتري منزلا في تمارة، كان المنزل وسط أرض تزيد مساحتها عن 3000 متر مربع، وقد جعل منع العقيد(الكولونيل) التواتي متنزها حقيقيا لكثرة ما جلب إلي...

تتمة القصة 15: المخادع

صورة
المخادع الجزء الثاني: في مقابل الوضع الذي وجد فيه الشرطي سجل المحققون إصرار الرجل ذي اللحية السوداء على أقواله إذ ما إنفك يؤكد أنه بريء مما يقوله الشرطي وأنه يطالب بإجراء بحث حول النازلة. كان العميد عبد الله البشيري في مواجهة قضية شائكة،وكان عليه أن يجري تحريات دقيقة قبل كل إستنتاج أو خلاصة، أمضى الرجل المصاب سبعة أيام في المستشفى، وقد أوكل العميد إلى إثنين من المفتشين مهمة مراقبة غرفته والإبلاغ عن كل ما يثير الشك، لاحظ المفتشان أن لا أحد حضر لعيادة الرجل ذو اللحية السوداء، إلا أن أحدهما أفاد بأنه لاحظ شخصا كان يهم بدخول الغرفة حيث يوجد الرجل لكنه عندما لاحظ وجود رجل الأمن داب في جموع الزوار وإختفى، ومع أنه تعذر التحقق من هوية ذلك الشخص فإن المعلومة جعلت الشك في إستقامة الرجل ذو اللحية السوداء يتسرب الى دوائر التحقيق، صار لزاما على المحققين أن يعمقوا أكثر تحرياتهم حول نشاط الرجل ودكانه في حي الملاح. مرة أخرى أكد مؤذن المسجد وإمامه للمحققين أن الرجل مواظب على صلاة الصبح في المسجد مع ملاحظة ذات أهمية خاصة، فصاحبنا لا يدخل المسجد إلا في صلاة الصبح بالرغم من أنه لا يبعد عن دكانه سوى بخطوات...

القصة 15: المخادع

صورة
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا. المخادع : الجزء الأول : أحيانا تعود بنا الذاكرة إلى مراحل قد تكون بعيدة إلى حد ما، هي زيارة إلى الماضي قرب أم بعد نستحضر قصصا إحتفظت بها الذاكرة والملفات، كثيرة هي تلك القصص التي دارت وقائعها قبل عقود والتي من حين إلى آخر نراها تتكرر وفق السيناريوهات نفسها تقريبا. في مستهل سبعينيات القرن الماضي شهد شارع تمارة بالرباط وعلى مدى أيام متتالية سلسلة من السرقات بواسطة الكسر، كان ما حدث مثيرا للقلق ولذلك إرتأت الإدارة العامة للأمن الوطني إحداث فرقة ليلية للمراقبة والحراسة، مهمتها ترصد من يقوم أو من يقومون بأعمال السرقة التي خلقت حالة من الخوف بين السكان وأضحت مصدر قلق للسلطات. ذات صباح تم إبلاغ مصلحة المداومة بأن أحدهم كان في موقف مثير للشك في شارع تمارة، وعندما طلب منه الشرطي  التوقف للتحقق من هويته ومعرفة سبب وجوده في المكان رفض التوقف وعدى هاربا، تقول المعلومات التي توصلت بها مصلحة المداومة أن الشرطي لما رأى الرجل وهو يهرب لجأ إلى...

تتمة القصة 14: وجها لوجه

صورة
وجها لوجه الجزء الثاني :      حتى منتصف الليل لم يحدث ما يعكر ذلك الهدوء، إستلقى الضابط على فراشه في مكتبه ولكنه ظل بلباسه وحذائه تحسبا لكل طارئ حرص على أن تبقى مستعدا لكل تدخل محتمل، في الواحدة صباحا توصل بخبر مفاده أن جماعة من الشبان هجمت على بيت إمرأة معروفة بكونها من بائعات الهوى وكانوا يحاولون إرغام كل البنات اللائي كن معها في المنزل على مرافقتهم. تذكر الضابط عمر حادثة مقهى المحطة حيث فقئت عينه اليسرى ولذلك أخد سلاحه وزوده بعدة رصاصات ثم أدخل رصاصة في مدفع مسدسه وشغل مفتاح الأمان كي لا تنطلق أي رصاصة دون أن يتحكم فيها.      أمر بإرسال تعزيزات من رجال الهيئة الحضرية وهم رجال الشرطة ذووا الزي الرسمي، إتصل برئيسه المباشر ثم تحرك على متن سيارة الشرطة مسرعا نحو مكان الحادث، بعد دقائق كان هناك في مسرح الإعتداء. في المنزل المستهدف كان أفراد العصابة ثلاثة، حاول إقناعهم بالإستسلام ولكنهم أصروا على الرفض، بمكبر للصوت طلب منهم أن يستسلموا ولكنهم بدلا من ذلك صعدوا إلى سطح المنزل وحاولوا الهرب عبر أسطح المنازل المجاورة، تمكن أحدهم من إقتحام منزل كان بابه المفضي إلى...

القصة 14: وجها لوجه

صورة
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا. وجها لوجه الجزء الأول: كان ضابط الشرطة عمر بن عبد النبي يرأس فرقة محاربة العصابات الإجرامية بسطات، في ليلة من ليالي صيف العام 2001 في الساعة 02 صبحا وبينما كان يزاول مهامه كالعادة بطريق مراكش أبلغته قاعة المواصلات بتعرض مقهى المسافرين لهجوم من قبل جماعة كان أفرادها مسلحين بالسكاكين، أجبروا صاحب المقهى على إطعامهم كما سلبوا من نزلائها أمتعتهم. ودون تأخر توجه الضابط إلى عين المكان وكان برفقته أربعة عناصر من فرقته. لما وصلوا وجدوا ستة أفراد من الفرقة الحضرية قد تم إرسالهم للمساعدة، تم الإطباق على أفراد العصابة داخل المقهى بعد أن أغلق المنفذ الوحيد، كانوا محاصرين في الداخل. ولما وصل الضابط عمر نب عبد النبي إلى الباب وجد صعوبة في إقتحامه كما أنه قدر أنه يتعدر إستعمال السلاح في مواجهة أفراد تلك العصابة اللذين إختلطوا بالمسافرين والزبناء، لم يكن من خيار سوى الإشتباك المباشر، بعد خمس دقائق كان رجال الأمن قد تمكنوا من شل حركة ثلاثة من أفرا...

تتمة القصة 13: لدغة الآنسة دوس سانتوس

صورة
لدغة الآنسة دوس سانتوس الجزء الثاني : عدم معرفته باللغة الإسبانية إضطره إلى الإستعانة بزميل له يعمل في المصلحة المكلفة بشؤون الأجانب، كان يجيد الإسبانية. أسرار كثيرة ضمنتها ماريا غونزاليس دوس سانتوس تلك المذكرة، أسرار تعود إلى سنوات بعيدة وأخرى إلى زمن قريب، باحت المذكرة بسر إصابة ماريا بداء السيدا، كتبت بأن صحفيا أمريكيا وكان رجلا جذابا إستهواها، أقامت معه علاقة جنسية غير محمية فأصيبت بمرض السيدا تقول ماريا إنها ما أن تيقنت من أنها مصابة بالمرض الفتاك حتى آلت على نفسها أن تنقله إلى أكبر عدد ممكن من الرجال، كانت ماريا غونزاليس دوس سانتوس وهي في مطلع عقدها الرابع إمرأة جذابة كانت تستهدف كل شاب وسيم تصادفه، أحيانا تصنع المناسبة للإيقاع بمن تستهدف. عندما حلت بالمغرب تعرفت إلى عمر الرياحي وكان صحفيا شابا من تطوان ينحدر من أسرة أندلسية، كان عمر وسيما وكانت ماريا تصطاد ضحاياها من بين الوسيمين، أغوته بحركاتها ثم تمنعت، قضى زمنا يلاحقها، أسابيع منذ أن تعرف إليها في أصيلا وأخيرا تمكن منها ولعلها مكنته من نفسها، كان ذلك في ليلة 30 من مايو من العام 2001 لما فتحت له باب غرفتها في الفندق، إستضافت...

القصة 13: لدغة الآنسة دوس سانتوس

صورة
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا. لدغة الآنسة دوس سانتوس الجزء الأول: في العاشر من غشت من العام 2001 في حدود العاشرة ليلا وقعت حادثة سير بسلا الجديدة على الطريق المفضية إلى قنطرة سيدي محمد، لم تكن حركة المرور على تلك الطريق بالكثافة التي تعرفها طرق أخرى، أبلغ عن الحادثة من قبل رجل كان يقود سيارته على الطريق الملتوية، شاهد سيارة تزيغ عن مسارها وتهوي إلى أسفل المنحدر. كان العميد الراجلي عبد الرحمان مكلفا ليلتها بالمداومة، ما أن بلغ مكان الحادثة حتى طلب حضور رجال الوقاية المدنية للبحث عن السيارة وتوفير المعدات الضرورية لعملية الإغاثة، لما وصل المتدخلون إلى السيارة إكتشفوا بداخلها إمرأة كانت ميتة، ملامحها أوروبية، سيارتها مسجلة في إسبانيا، بعد مسح للمكان وتفتيش دقيق للسيارة تم العثور على الحقيبة اليدوية للضحية الآنسة ماريا غونزاليس دوس سانتوس مواطنة إسبانية في مستهل العقد الرابع من العمر، مهنتها صحفية. أبلغ وكيل الملك بالحادثة فطلب من العميد الراجلي الإبقاء على حراسة...

تتمة القصة 12: شرطي من تطوان

صورة
شرطي من تطوان الجزء الثاني : لما أنهى الشرطي يوسف كلامه أخبره والي الأمن بأنه إنما إستدعي لتلقي الشكر من والد تلك الشابة التي أنقدها، وأن والدها هو هذا الشخص الجالس أمامه، قام الرجل وعانق الشرطي بحرارة وشكره ثم أدخل يده في جيبه وأخرج ظرفا كان واضحا أنه يحتوي على مكافأة مالية، حين كان الرجل يمد الظرف إلى يوسف كان والي الأمن ينظر إليه بنظرات تأمره بأن يمتنع عن تسلم ذلك الظرف، ولكن يوسف تسلم الغلاف من الرجل، إشتدت أسارير وجه والي الأمن ولكن يوسف تناول قلما ودون فتح الغلاف كتب عليه شيئا ما ثم سلم الظرف إلى الوالي، كان مكتوبا على الغلاف: يحول هذا لفائدة المصالح الإجتماعية. وبحضور الضيف أثنى والي الأمن على حارس الأمن يوسف بلفقيه وأذن له بالإتصال به كلما دعت الضرورة إلى ذلك، طلب الضيف من والي الأمن أن يأذن ليوسف بمرافقته إلى المصحة لأن إبنته تلح على مقابلة الشرطي الشجاع الذي أنقذها من موت محقق، وافق والي الأمن، ولما دخل يوسف الغرفة التي توجد بها الشابة وقد علم الآن أن إسمها عائشة لاحظ إشراقة وجهها وهي تستقبله، كانت والدتها تتابع من كرسي في زاوية الغرفة هذا اللقاء بين الشرطي وإبنتها وحين إ...

القصة 12: شرطي من تطوان

صورة
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا. شرطي من تطوان الجزء الأول: تبدأ القصة حيث تنتهي، ذات يوم من أواخر شهر يونيو من العام 2004 كان شرطيان من الفرقة الحضرية يتوليان الحراسة على شاطئ مدينة أكادير، كان حارس الأمن يوسف بلفقيه وزميله علي عزام يقومان بمهمة مراقبة مسترسلة لجزء من شاطئ أكادير ومن مكان مرتفع وبينما هما منهمكان في عملهما سمعا صراخ إمرأة تستغيث، إلتفتى إلى الجهة التي يأتي منها الصراخ، كانت إمرأة تقاوم شخصا يحاول أن يسلبها حقيبتها اليدوية، أسرعى إلى حيث المرأة كانا يقتربان ولكن الرجل يواصل محاولة إنتزاع الحقيبة اليدوية من المرأة، فجأة سلبها الحقيبة، وقعت المرأة على رمال الشاطئ وركض الرجل. تبعه الشرطي يوسف بلفقيه ولما كاد أن يلحق به إستدار وأشهر سكينا في وجه الشرطي، أشهر يوسف مسدسه في وجه الظنين ولكنه لم يتراجع ثم من الخلف فاجأه الشرطي علي جرده من السكين وتمت السيطرة عليه وتصفيده. عاد حارس الأمن يوسف إلى المرأة التي تعرضت للإعتداء كانت ملقاة على الرمل وعلى بطنها ...

تتمة القصة 11: ذات الرداء الأبيض

صورة
ذات الرداء الأبيض الجزء الثاني : كان كل أفراد العائلة يعلمون أن تلك الخادمة بعيد وفاة زوجة الحاج الهاشمي إقتحمت عليه غرفة نومه ذات صباح وبرفقتهى فتاة شبه عارية. ولكنه كان صارما وطردها، كان الحاج الهاشمي قد لاحظ في حينه إختفاء عدة ملابس دات قيمة تعود إلى زوجته المتوفاة، كما لاحظ إختفاء حافظة نقوده وفيها بطاقة تعريفه الوطنية، لم يرد أن يعطي للمسألة بعدا آخر وسارع إلى إستخراج نظير لبطاقة التعريف التي سرقت منه. كان رئيس الأمن في آسفي يصغي بإهتمام كبير إلى ما حكاه حسن الفخوري، ولما إنتهى إلى ما سبق طلب من رئيس الأمن أن يساعده في الوصول إلى الحقيقة وإلتمس منه أن يبقي على الموضوع سرا بما يحفظ سمعة عائلة الفخوري. أوكل الملف إلى الضابط الممتاز أحمد العسري طلب منه رئيسه أن يباشر الموضوع بعمليتين يقوم بهما فريقه بالتزامن، الأولى إجراء بحث دقيق حول السيدة زهور شاريد وعائلتها، والثانية الحصول على نسخ من الوثائق التي إستند إليها العدلان اللذان توليى إبرام عقد الزواج زواج الراحل الحاج الفخوري بالسيدة زهور شاريد. وما كاد يحل المساء حتى توفرت لدى رئيس الأمن في آسفي معطيات تؤكد الشكوك التي عبر عنها حسن ...

القصة 11: ذات الرداء الأبيض

صورة
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا. ذات الرداء الأبيض الجزء الأول: في 15 غشت من العام 2001 تقدم حسن الفخوري إلى مكتب رئيس أمن مدينة آسفي، كانت التاسعة صباحا، أبلغ الكتابة بأنه يريد مقابلة الرئيس لأمر هام. لم تمر سوى بضع دقائق حتى فتح له باب الرئيس. حسن الفخوري هو إبن الحاج الهاشمي الفخوري الذي توفي منذ نحو أسبوعين، وكان الحاج الهاشمي من كبار تجار المدينة كما كان له حظور في مجال الصيد البحري إذ كان يملك عدة سفن. حسن كان الولد الوحيد للحاج الهاشمي من زوجته التي توفيت قبل أزيد من عامين، عائلة الفخوري عائلة محافظة وتحظى بإحترام كبير في مدينة آسفي. كان حسن متوترا وهو يستقبل في مكتب رئيس أمن آسفي، لم يكن يستطيع إخفاء علامات الحياء التي علت وجهه، ولكنه ما لبث أن إستعاد هدوءه وأبلغ رئيس الأمن بأنه جاء ليسجل شكاية ضد إمرأة تدعي أنها أرملة والده، وتزعم أنه تزوجها سرا قبل فترة. قال حسن إن والده توفي في 13 من يوليوز من العام 2001، وإن تلك الشابة وتدعى زهور شاريد حضرت إلى البيت ...