تتمة القصة 19: المحلل يمتنع عن التطليق


المحلل يمتنع عن التطليق

المحلل يمتنع عن التطليق

الجزء الثاني:

لم يكن العدلان اللذان وثقى الزواج على إضطلاع على اللعبة، ولما أيقن صالح وصديقه أنهما وقعا في ورطة لم تكن في الحسبان تفتق إجتهاد الصديق عن فكرة، إقترح على العدلين لقاء مبلغ من المال إلغاء عقد الزواج، فوجئ صالح الذي تعود ألا يرفض له طلب بأن أحد العدلين الذي كان موجودا في المكتب يرفض إلغاء العقد وكان قد تابع مشهد خطف رضى الخلفاوي بينما كان يصرخ مطالبا بزوجته، فاجأ صديق صالح العدل بسؤال عما سيحدث إذا توفي الزوج المحلل لم يظفرى بشيء فإنسحبى.

لما إلتقى العدلان بدى لهما أن الشاب الذي عقدى زواجه بزكية قد يكون في خطر ولذلك أبلغى قاضي الأحوال الشخصية، في تلك الأثناء كانت عائلة رضى الخلفاوي تتقدم لدى مفوضية الشرطة بطلب بحث عن مختفي، لم يكن المختفي سوى الشاب رضى الخلفاوي.

قَدمَ العدلان إلى قاضي الأحوال الشخصية الوثائق التي أسسى عليها عدق الزواج، ولما إضطلع على الملف لم يجد فيه ما يبطل العقد، علم أن الشاب رضى الخلفاوي إنما يقوم بدور الزوج المحلل، لم تكن حالته هي الأولى التي يبحثها قاضي الأحوال الشخصية، كان العدلان قد أبلغا القاضي بأن من توسط في تلك الزيجة لما لم يستجيبا لطلبه إلغاء عقد الزواج طرح إحتمال وفاة الزوج المحلل، ولذلك رأى القاضي أن الشاب قد يكون في خطر فأبلغ رئيس الأمن الإقليمي بهذه القضية.

بعد أقل من ساعة تم إرسال ضابط من الشرطة القضائية إلى مكتب القاضي هيث إلتقى العدل الذي حاول صديق صالح إغراءه لإلغاء عقد الزواج، إستمع الضابط إلى العدل وأخذ نسخا من الوثائق التي شكلت ملف الزواج. في مفوضية الشرطة باشر بحثا حول كل الأسماء التي كانت ذات صلة من قريب أو من بعيد بزواج رضى الخلفاوي بزكية التواب، كان الضابط أمام حالة توجد فيها حياة شخص في خطر وقد تأكد أن رضى هو الشاب الذي تقدمت أسرته بمطلب بحث عنه بعد أن إختفى منذ نحو أسبوع.

البحث الذي قام به الضابط حمزة أبو الفضل لم يكشف شيئا عن السيدة زكية يجعلها محل شبهة، ومع أن صالح المشروط معروف بمغامراته مع النساء فإنه من حيث علاقاته العامة لم يرد ما يفيد في الشك في جدية معاملاته. زار الضابط منزل عائلة رضى الخلفاوي وقد مكنته والدته من دخول غرفته، كانت كما تركها يوم خرج منها للمرة الأخيرة قبل أن يختفي، قالت الأم أن ولدها قد غادر غرفته مسرعا يوم 30 غشت من العام 1998، غير ملابسه، حمل بطاقة تعريفه الوطنية، قالت الأم إنها حسبته لحظتها في كامل وعيه، وبتلقائية أدخل ضابط الشرطة يده في جيب سروال رضى من قرارة الجيب أخرج بطاقة كتب عليها : إسم حسن ورقم هاتف، سأال الضابط الأم إن كانت تعرف لولدها رضى صديقا يسمى حسن، قالت إنه ربط في الآونة الأخيرة علاقة مع شخص يدعى لحسن، تبين لاحقا أن الأمر يتعلق بالمدعوا الحسن بو معزة، وبالرغم من إستدعائه إلى مفوضية الشرطة وإستجوابه إلا أنه لم يدلي بما يفيد البحث إلا ما تعلق بصلته برضى الخلفاوي، قال إنه تعرف إليه حديثا خلال مباراة لكرة القدم وانه لم يتصل به سوى مرة واحدة بغرض اللقاء في ملعب لكرة القدم لإجراء مباراة مع أصدقاء من الحي، أخلي سبيل بو معزة ولكن الضابط لم يقتنع بما قاله فطلب من وكيل الملك الإذن بإستخراج جرد بالإتصالات الهاتفية التي تم إجراؤها بواسطة الرقم الهاتفي الذي يعود إلى الحسن بو معزة، وافق وكيل الملك وتمكن الضابط أبو الفضل من التأكد من أن الحسن بو معزة كان يكذب، وبذلك سار أول مشتبه به في هذه القضية.

تم وضع هاتف الحسن بو معزة تحت المراقبة، أحد أرقام الهاتف الثابت الذي تكرر الإتصال به كان الرقم الهاتفي لمكتب صالح المشروط، مكنت المراقبة من رصد مكالمة هاتفية من محمول الحسن بو معزة إلى مكتب المشروط، إستوقف المكلفين بالتنصت قول بو معزة إن الأحمق لم يغير رأيه بالرغم من تهديده بالقتل، وإنه مصر على رفضه التخلي عن زوجته زكية، قال الصوت الذي رد من مكتب صالح المشروط فليتم الإنتقال إلى التسميم جرعة جرعة أضاف الصوت عجل بتخليصي من ذلك اللعين حتى أستعيد زوجتي. لم يعد هناك من شك في أن المتحدث هو صالح المشروط، لما توصل الضابط بكل تلك المعلومات طلب من رئيسه دعما بشريا وماديا فأثناء مراقبة مكتب صالح المشروط شوهد الحسن بو معزة يدخل المرآب بعد قليل شوهد وهو يغادر على متن سيارة آخد وجهة الرباط، تم إقتفاء أثره، توقف عند محل سكناه لما خرج كان يحمل كيسا صغيرا سلمه إلى السائق ثم إنصرف، تحركت السيارة.

إقتفتهى سيارة للشرطة مموهة، في طريق بن سليمان توقفت السيارة عند ضيعة هناك، فتح الباب، ترجل السائق وتوجه إلى البناية الوحيدة في الضيعة، بعد دقائق معدودات غادر المكان. أصدر الضابط الأمر إلى رجاله للإطباق على حارس الضيعة، كان رجلا مسنا قال إن صاحب الضيعة وهو صالح المشروط أتى بقريب له يعاني من مرض خطير فأودعه تلك البناية حتى لا ينتشر المرض الذي يعاني منه، قال إنه على وشك أن يشفى لأنه لم يعد يصرخ كما كان حين جيء به إلى هنا، أبلغ الضابط عميد الأمن الإقليمي بكل تلك المعطيات، تقرر القبض على صالح المشروط وصديقه الحسن وسيقى إلى الضيعة، بعد وصولهما تم إقتيادهما إلى البناية في سرداب داخلها كان شخص يئِن، ذلك الشخص هو رضى الخلفاوي الشاب الذي قَبِل دور المحلل قبل أن ينقلب ويتمسك بذات الحسن زكية.

نُقِل رضى إلى المستشفى حيث تم علاجه من السم الذي كان يدس له في الطعام بينما إنهمك رجال الشرطة في تجميع الأذلة التي تثبت محاولة التسميم التي تعرض لها، تمت محاكمة صالح المشروط وصديقه الحسن بو معزة بتهمة محاولة التسميم وبينما كان القضاء يستعد ليقول كلمته غادر رضى المستشفى وكان أول ما طالب به زوجته زكية التواب، لما علمت زكية ما قاساه من أجلها أقرت عقد النكاح الذي يجمعهما.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة 19: المحلل يمتنع عن التطليق

القصة 11: ذات الرداء الأبيض

تتمة القصة 10: العم جوزيف النبال