تتمة القصة 11: ذات الرداء الأبيض
ذات الرداء الأبيض
الجزء الثاني :
كان كل أفراد العائلة يعلمون أن تلك الخادمة بعيد وفاة زوجة الحاج الهاشمي إقتحمت عليه غرفة نومه ذات صباح وبرفقتهى فتاة شبه عارية. ولكنه كان صارما وطردها، كان الحاج الهاشمي قد لاحظ في حينه إختفاء عدة ملابس دات قيمة تعود إلى زوجته المتوفاة، كما لاحظ إختفاء حافظة نقوده وفيها بطاقة تعريفه الوطنية، لم يرد أن يعطي للمسألة بعدا آخر وسارع إلى إستخراج نظير لبطاقة التعريف التي سرقت منه.
كان رئيس الأمن في آسفي يصغي بإهتمام كبير إلى ما حكاه حسن الفخوري، ولما إنتهى إلى ما سبق طلب من رئيس الأمن أن يساعده في الوصول إلى الحقيقة وإلتمس منه أن يبقي على الموضوع سرا بما يحفظ سمعة عائلة الفخوري. أوكل الملف إلى الضابط الممتاز أحمد العسري طلب منه رئيسه أن يباشر الموضوع بعمليتين يقوم بهما فريقه بالتزامن، الأولى إجراء بحث دقيق حول السيدة زهور شاريد وعائلتها، والثانية الحصول على نسخ من الوثائق التي إستند إليها العدلان اللذان توليى إبرام عقد الزواج زواج الراحل الحاج الفخوري بالسيدة زهور شاريد.
وما كاد يحل المساء حتى توفرت لدى رئيس الأمن في آسفي معطيات تؤكد الشكوك التي عبر عنها حسن الفخوري فوالدة زهور شاريد وزوج والدتها معروفان بالتعاطي للوساطة في الدعارة. كما أن الملف الذي إستنسخه الضابط الممتاز أحمد العسري من محكمة التوثيق تضمن نسخة من بطاقة تعريف الراحل الحاج الهاشمي الفخوري وقد تبين بعد مقارنتها مع جذاذات مصلحة التشخيص القضائي أنها مزورة، الصورة التي تحملها نسخة بطاقة التعريف الوطنية لا تعود إلى الراحل الهاشمي الفخوري بل هي صورة شخص آخر يجري البحث للتعرف عليه.
في اليوم التالي إتصل الضابط بمقدم الحي الذي تسكنه عائلة زهور شاريد، بعد بحث قصير تبين أن الصورة هي صورة عثمان غريس زوج فاطمة الناموس والدة زهور. عاد الضابط إلى المفوضية ونقل إلى رئيس الأمن تلك المعلومات، تقرر بعد الحصول على إذن من وكيل الملك إحضار كل أفراد هذه العائلة وتفتيش منزلها. أخد الضابط الممتاز أحمد العسري مجموعة من أفراد فرقته تعززها الضابطة إلهام الباشوشي وكانت قد إلتحقت حديثا بمفوضية آسفي للتكفل بالنساء وتفتيشهن.
في الساعة العاشرة صباحا داهمت المجموعة البيت الذي تسكنه عائلة زهور شاريد، وتم تجميع النساء في غرفة والرجال في غرفة أخرى، وكانت عناصر الأمن تحرس كل فئة من الفئتين. بحظور زهور شاريد ووالدتها فاطمة الناموس وزوج هذه الأخيرة عثمان غريس تم تفتيش المنزل المكون من طابقين، كادت العملية تنتهي دون العثور على ما يفيد، ولكن في اللحظة الأخيرة وتحت فراش عثمان غريس تم إكتشاف حافظة أوراق وقد لفت بعناية في كيس بلاستيكي تم إغلاقه بإحكام، بعد فحص حافظة الأوراق الجلدية وفتحها تم العثور بداخلها على بطاقة التعريف الوطنية لعثمان غريس والتي إقتلعت منها صورته وأيضا بطاقة التعريف الوطنية للحاج الهاشمي الفخوري وقد وضعت عليها مكان صورته صورة عثمان غريس، سيق الجميع إلى مقر الأمن الإقليمي.
بدأ التحقيق مع زهور شاريد التي ظلت تتمسك بإصرار غريب بإدعائها أنها أرملة المرحوم الحاج الهاشمي الفخوري، وجاءت أقوال أمها فاطمة الناموس تدعمها، بدت الشابة وأمها وكأنهما إستعدتى مند فترة لمواجهة المحققين؛ في غرفة أخرى كان يجري إستجواب عثمان غريس وبصعوبة تمكن الضابط من إقناعه بأن الأدلة التي تم العثور عليها تجعله في مواجهة عقوبة حبسية كبرى إن هو لم يعترف وهكذا فكت عقدة لسان عثمان غريس، قال إنه متزوج من فاطمة الناموس منذ ثلاثة أعوام بعد أن عاشرها بطريقة غير شرعية خمس سنين، قال إن زوجته لما علمت بأن مشغلها السابق الحاج الفخوري طريح الفراش وأن أيامه سارت معدودة طلبت منه أن يساعدها في تزوير بطاقة التعريف الوطنية للحاج الهاشمي التي كانت قد سر قتها من بيته قبل أن يطردها.
إقتضت الخطة إبرام عقد زواج بإسم الحاج الهاشمي الفخوري على زهور شاريد ربيبة عثمان غريس، وضعت صورة عثمان على بطاقة تعريف الحاج الهاشمي الفخوري وتم تغليف البطاقة، إنطلت الحيلة على العدلين اللذين قاما بكتابة العقد. ظلت فاطمة الناموس تتقصى أخبار الحاج الهاشمي الفخوري ولما علمت بوفاته ألبست إبنتها زهور لباس الحداد، جعلتها تتشح بالبياض وقادتها إلى منزل الحاج الهاشمي معلنة أنها أرملته وأنه تزوجها سرا منذ ستة أشهر؛ قال عثمان غريس للمحققين إنه أخفى الوثائق التي تثبت ذاك الزواج المزعوم بعد أن أحس أن البنت زهور شاريد تتعالى عليه مند أن علمت أنها على الطريق لترث ثروة الحاج الهاشمي الفخوري الذي لم يخلف سوى ولد وحيد.
إعترافات عثمان غريس لم تترك لزوجته فاطمة الناموس هامشا كبيرا للإستمرار في الإنكار، وكما سعى عثمان إلى تحميلها القسط الأكبر من الجر يمة سعت هي إلى تحميله كل الجر يمة، قالت إنها سر قت من الحاج الهاشمي الفخوري حافظة أوراقه للإ نتقام منه بعد أن أهانها بطردها وإبنتها من منزله وأن فكرة تزويجه من إبنتها زهور وجعلها تلعب دور الأرملة إنما كانت فكرة وسوس بها عثمان غريس، لم تكن ذات الرداء الأبيض أرملة حقيقية كانت طرفا في جر يمة تمكنت الشرطة من كشف كل أطرافها.

تعليقات
إرسال تعليق