تتمة القصة 17: دمالج من نحاس
دمالج من نحاس
الجزء الثاني:
طلب العميد إحضار الضنين، لما مّثُل أمامه طلب منه أن يدلي بكل التفاصيل، قال إنه إلتقاها في الشارع وإنها رافقته برضاها إلى كوخه بعد أن قضى منها إثنان من أصحابه وطرهما في غابة سوق الإثنين، كان الظنين يبدي إصراره على أن ربيعة كانت من بائعات الهوى، سأله العميد لماذا لم يعمل على إضاءة الكوخ ما دامت قد رافقته بمحض إرادتها؟ وجد جوابا سهلا قال إن الكوخ غير مزود بالكهرباء وأنه لا يستعمل الشمع إلا نادرا لأنه لا يدخل الكوخ إلا للنوم، تم ختم المحضر وطلب العميد من الضنين أن يوقع عليه لم يكن يريد أن يترك له فرصة للتراجع عما صرح به.
قرر أن يصحبه إلى الكوخ للتحقق من كونه غير مزود بالكهرباء، رافق العميد في هذه المهمة مجموعة من المفتشين، في الحقيقة لم يكن القصد هو التحقق من أن الكوخ مزود بالكهرباء أم لا، ولكن القصد هو العثور على الدمالج السبعة، دمالج ربيعة.
لم يكن الكوخ يتسع لأكثر من أربعة أشخاص، طلب العميد من مساعديه تفتيش المكان بحثا عن ما قد يفيد البحث،وبينما كان المفتشون منهمكون في تفتيش الكوخ كان العميد يراقب نظرات الظنين، لاحظ أنه كان طوال الوقت ينظر إلى أعلى الدولاب المنتصب في زاوية من زوايا الكوخ، أمر العميد مساعديه بالتوقف عن التفتيش، كان أمرا مفاجئا، توجه العميد نحو الدولاب مد يده يتحسس ما يوجد فوقه ومباشرة وقعت يده على الدمالج السبعة، عرض العميد ما عثر عليه على الضنين كان يريد أن يحرجه ولكنه تمادى في إختراع التبريرات، قال إنها هي التي أعطته الدمالج عن طيب خاطر، تم ختم المحضر في عين المكان وعاد بالضنين إلى المفوضية لإستئناف إستنطاقه ومواجهته بالتناقض الصارخ بين أقواله في المحضر الأول وما تم إكتشافه في كوخه.
كان شخصا لا يكف عن المراوغة ومحاولة التملص مما ينسب إليه، كان على الضنين أن يجيب على سؤال واحد: إذا كانت ربيعة قد رافقته عن طيب خاطر وسلمته نفسها طوعا وإذا كان كما يدعي دفع لها قدرا ماليا لقاء كل ذلك فكيف يفسر كونها مع ما سبق أهدته تشكيلة دمالجها؟!
لم يتراجع الضنين، تمادى في الإنكار لم يبدي أي إحراج وهو يواصل إنكار المنسوب إليه، ولكن إثنين من أصحابه إعترفى، كانا أقل تجربة منه على ما يبدو، أقرى بأنه شجعهما على إغتصاب تلك المرأة، ألح عليهما أن يغتصباها في الغابة على أن ينفرد بها هو ما بقي من الليل، كانت حجة بدت للعميد أهمية التمسك بها، في مثل هذه الحالة تعتبر دليلا قاطعا على إجرام الظنين.
بينت التحريات أن ربيعة بعدما إختطفتها تلك العصابة تم نقلها إلى الغابة على متن سيارة أجرة صغيرة، كانت الأم حينما قصدت الدائرة الثانية للأمن في القنيطرة صادقة في ما صرحت به. قاد التحقيق إلى سائق الطاكسي، كانت ربيعة وهي تصعد سيارة الأجرة قد أبلغته بأن أفراد العصابة بصدد إجبارها على مرافقتهم، ولكنه لم يكترث إلى ما كانت تقول بل تجاهل صراخها، حاول سائق الطاكسي أن يبرر موقفه مدعيا أن ربيعة أركبت من مكان كان معروفا بأنه مكان ترتاده بائعات الهوى.
توبع الأظناء بالمنسوب إليهم وصدرت في حقهم الأحكام المخصصة للخطف والإغتصاب، وبالنسبة لسائق الطاكسي فقد توبع لعدم مساعدته شخصا كان في حالة الخطر.
تعليقات
إرسال تعليق