تتمة القصة 13: لدغة الآنسة دوس سانتوس


تتمة القصة 13: لدغة الآنسة دوس سانتوس

لدغة الآنسة دوس سانتوس

الجزء الثاني :

عدم معرفته باللغة الإسبانية إضطره إلى الإستعانة بزميل له يعمل في المصلحة المكلفة بشؤون الأجانب، كان يجيد الإسبانية. أسرار كثيرة ضمنتها ماريا غونزاليس دوس سانتوس تلك المذكرة، أسرار تعود إلى سنوات بعيدة وأخرى إلى زمن قريب، باحت المذكرة بسر إصابة ماريا بداء السيدا، كتبت بأن صحفيا أمريكيا وكان رجلا جذابا إستهواها، أقامت معه علاقة جنسية غير محمية فأصيبت بمرض السيدا تقول ماريا إنها ما أن تيقنت من أنها مصابة بالمرض الفتاك حتى آلت على نفسها أن تنقله إلى أكبر عدد ممكن من الرجال، كانت ماريا غونزاليس دوس سانتوس وهي في مطلع عقدها الرابع إمرأة جذابة كانت تستهدف كل شاب وسيم تصادفه، أحيانا تصنع المناسبة للإيقاع بمن تستهدف.

عندما حلت بالمغرب تعرفت إلى عمر الرياحي وكان صحفيا شابا من تطوان ينحدر من أسرة أندلسية، كان عمر وسيما وكانت ماريا تصطاد ضحاياها من بين الوسيمين، أغوته بحركاتها ثم تمنعت، قضى زمنا يلاحقها، أسابيع منذ أن تعرف إليها في أصيلا وأخيرا تمكن منها ولعلها مكنته من نفسها، كان ذلك في ليلة 30 من مايو من العام 2001 لما فتحت له باب غرفتها في الفندق، إستضافته سبع ليالي، وكان عمر يلاحظ خلواتها الطويلة في الحمام، لم تكن تستحم في كل مرة، كما لاحظ أن مذكرة تلازمها، ذات ليلة أراد أن يعرف ما في المذكرة، سقاها حتى أسكرها ولما فتح المذكرة يال هول ما إكتشف.

كتبت بخط يدها أنها نقلت إليه مرض السيدا، ذهل العميد الراجلي مما إكتشف في دفتر مذكرات ماريا غونزاليس دوس سانتوس أبلغ رئيسه بالأمر إذ لم يسبق له أن تعاطى مع قضية مماثلة، أمره الرئيس بإستنساخ المذكرة ثم تسليمها إلى والدة ماريا. وجد العميد الراجلي نفسه في مواجهة تطور لم يكن مرتقبا عليه الآن العثور على عمر الرياحي، مضت ثلاثة أشهر ولا أثر له، أبانت التحريات بأنه غادر المغرب إلى إسبانيا عبر ميناء طنجة.

في 13 من نونبر تقدم عمر الرياحي إلى شباك الأمن بباب سبتة كان قادما من إسبانيا، ما أن تعرف عليه مسؤول المصلحة حتى دعاه إلى مكتبه، أبلغه بأنه مطلوب حضوره إلى مفوضية الشرطة بسلا لأمر يهمه، حاول أن يعرف الموضوع ولكن مسؤول مصلحة الشرطة في باب سبتة لم يكن على علم بالموضوع. إضطرب عمر ولذلك ما أن وصل إلى سلا مساء ذلك اليوم حتى تقدم لدى مفوضية الشرطة، هناك إستقبله العميد الراجلي كان يريد أن يبلغه الخبر المشؤوم خبر إصابته بالسيدا ولكنه لم يجد سبيلا إلى ذلك.

بادره بالسؤال عن علاقته بالصحفية الإسبانية ماريا غونزاليس دوس سانتوس فأجهش عمر بالبكاء، وما أن هدء قليلا حتى سأل العميد كيف عرفتم أنني القاتل؟ كان ردا مفاجأ، إعتدل العميد في مجلسه، أخفى إندهاشه لما قاله عمر الرياحي وبنبرة هادئة تماما رد عليه : الشرطة تستطيع إكتشاف الحقيقة لأن الجناة يتركون دائما خيطا يقود إليهم.

سرد عمر حكايته مع الصحفية الإسبانية بتفاصيلها إلى أن إكتشف أنها نقلت إليه مرض السيدا، في تلك اللحظة قرر الإنتقام منها، تعلل بزيارة إلى عائلته في تطوان ووعدها بأنه عائد إليها بعد ثلاثة أيام. لما عاد دعاها إلى منزله في سلا الجديدة، قال عمر إنه خرج حين دخلت هي إلى الحمام لتغتسل قبل أن تعود إلى فندقها، قصد إلى سيارتها قطع أنبوب زيت الفرامل بعد أن نصب مسامير تحت العجلات، لما غادرت تبعها، ظل يرقبها إلى أن هوت بسيارتها في المنحدر. عاد إلى بيته، جمع أغراضه وما كان لديه من مال ثم غادر إلى تطوان، فوت كل ما يملك إلا بيت والديه الهالكين فقد حبسه على الفقراء، عبر إلى إسبانيا، كانت ضحاياه كثيرات ممن نقل إليهن مرض السيدا، قال عمر في إعترافاته إنه لم يكن يعتقد أن الشرطة ستكشفه يوما ما.

إستمع العميد الراجلي بإهتمام إلى إعترافات عمر الرياحي، أعيد فحص سيارة ماريا غونزاليس دوس سانتوس إكتشفت المسامير بين أشلاء العجلات وتجلى القطع الذي طال أنبوب زيت الفرامل. أبلغ العميد رئيسه بإعترافات عمر وتم الإتصال فورا بالوكيل العام للملك لأن الأمر لم يعد الآن من إختصاص المحكمة الإبتدائية، إنتقل الوكيل العام إلى مفوضية الشرطة بسلا مصحوبا بقاضي التحقيق للإستماع إلى أقوال عمر الرياحي، أمر قاضي التحقيق بأن يوضع الظنين رهن الإعتقال الإحياطي مع مطالبة مدير السجن بعزله عن باقي السجناء لما يمثله من خطر عليهم، قبل أن ينقل من مقر مفوضية الشرطة بسلا إلى السجن طلب عمر الرياحي من العميد الراجلي أن يطلعه على آخر ما دونته الصحفية الإسبانية في دفتر مذكراتها، كتبت ماريا غونزاليس دوس سانتوس: مسكين عمر إعتقد بإستضافتي في بيته أننا بدأنا حياتنا كعشيقين لم يكن يعلم أنني على موعد مع ضحية أخرى في الفندق في 11 ليلا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة 19: المحلل يمتنع عن التطليق

القصة 11: ذات الرداء الأبيض

تتمة القصة 10: العم جوزيف النبال