تتمة القصة 16: إمرأة ورجلان
إمرأة ورجلان
الجزء الثاني:
تم إعداد الوثائق وتم تزويج العقيد بعائشة البكر المصون كما ورد في عقد النكاح. في الأيام التي تلت أذاقته من المتعة أشكالا وأنماطا، لم يكن سنه يتيح له مسايرة شبابها، خارت قواه، كانت خطة عائشة أن تجعل الشيخ يفرط في تناول عقار الڤياغرا، كانت وزوجها إدريس واثقين من أن ذلك العقار سيعجل برحيل العقيد، كانت عائشة تلح على زوجها العقيد أن يهب شقيقها المزعوم إدريس منزلا يأوي إليه، إستجاب ووهبه منزلا كان آيلا إلى السقوط ولكن الأرض التي شيد عليها صارت ذات قيمة عقارية هامة، قبل إتمام إجراء ات الهبة كانت عائشة قد أجبرت زوجها الذي دفعها إلى عمق اللعبة على أن يوقع إقرارا بالدين هي الآن لم يعد تثق به ولا تريد أن تخسر نصيبها في الغنيمة.
أدمن العقيد على عقار الڤياغرا وفي ليلة من ليالي شتاء العام 1999 فارق الحياة. إستدعت عائشة إدريس زوجها الشرعي، فتشا الغرفة، إكتشفا أن للعقيد الراحل حساب بنكي بما يناهز مليون درهم، أخذ إدريس ورقة من دفتر الشيكات جعله شيكا ب 350000درهم، بحث في أوراق العقيد الهالك وجد ورقة تحمل توقيعه، قلد التوقيع وسار الشيك جاهزا للصرف.
ألبسا جثة العقيد ملابس النوم، إستولت عائشة على ماكان من مال في صندوق لم يكن العقيد يفارق مفتاحه، ذهبت وإدريس إلى منزلهما بالرماني حيث أخفيا ما إستوليا عليه من مال، بعد ذلك ذهب إدريس إلى البنك ودون صعوبة صرف الشيك الذي حرره ووقعه، كان موظف البنك قد سجل رقم بطاقته على ظهر الشيك.
الآن فقط آن الإعلان عن وفاة العقيد، إتصلت بولده وأبلغته أن والده قد توفي صباحا، طلب منها ألا تغير شيئا في الغرفة، إتصل بطبيبه الخاص، لما حضر الطبيب أكد أن العقيد توفي منذ أكثر من 12 ساعة، إكتشف على الطاولة في غرفة النوم عدة علب فارغة من عقار الڤياغرا، ظن أن سبب الوفاة هو الإفراط في تناول ذاك العقار. رأى الطبيب إدريس السائق واقفا إلى جانب أرملة العقيد علي، تذكر أن هذا الرجل حضر إلى عيادته منذ بضعة أشهر وإدعى أنه أصبح عاجزا جنسيا فوصف له الڤياغرا، وإستغرب الطبيب أن يكون هذا الشخص في بيت الهالك عن طريق الصدفة، إنفرد الطبيب بإبن الكولونيل الهالك وطلب منه أن يعمل على نقل جثة أبيه إلى مستودع الأموات لإجراء فحص أكثر دقة.
فحص الطبيب الشرعي الجثة وبعد أن حضل على الإذن الضروري عمد إلى إخضاعها للتشريح، خلص إلى أن الرجل مات منذ أكثر من 24 ساعة، وأن الإفراط في إستعمال الڤياغرا كان السبب في وفاته، لم يقل ما إذا كان الهالك تناول الڤياغرا طوعا أم أجبر على ذلك، كانت هناك شكوك دفعت وكيل الملك إلى إحالة الملف على الشرطة القضائية للبحث.
إدعت عائشة حين إستجوابها أن الهالك كان من يصر على تناول الڤياغرا، إنتقل المحققون إلى الرماني لإستجواب والد عائشة، كان رجلا شيخا ما أن سؤِل عن عائشة حتى إنفجر ناقما على زواجها من إبن عمها، وجد العميد غموضا يحيط بمسألة إسم الزوج الحقيقي لعائشة فطلب منها أن تدلي بوثيقة زواجها من علي التواتي، بادرت إلى تقديمها، عند قراءتها تبين أن الذي زوجها إياه هو شقيقها إدريس في حين صرح والدها بأن إدريس هو زوجها، ولذلك كان لابد من الرجوع إلى الملف الذي تم تقديمه إلى العدلين لإبرام العقد، تبين من فحص الملف أن عائشة يتيمة، وأن شقيقها إدريس هو الذي زوجها.
صدر أمر إلى المفتشين أن يطلبوا من أب عائشة في الرماني أن يدلي لهم بدفتر الحالة المدنية وإذا أمكن بعقد زواج إبنته من إبن عمها إدريس، لم يتردد وبعد فحص الوثيقتين لاحظ المفتشون أن الأمر ملتبس عليهم، رفعوا نتيجة البحث إلى العميد الذي أمر بإقناع الشيخ بمرافقتهم إلى مقر الشرطة بالرباط للتعرف على إبنته وزوجها. كان من الضروري إجراء تفتيش دقيق داخل منزل السيد علي التواتي قصد جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات قبل إستنطاق الظنينين، وهكذا جمع المحققون من غرفة النوم وبالذات من خزانته الحديدية التي أعطتهم عائشة مفتاحها مجموعة من وثائق المحافظة العقارية ودفاتر الشيكات، وبعد الفحص الدقيق جاء الدليل على أن المستفيد هو إدريس الزعري.
حضر والد عائشة فعرضت عليه إبنته وأكد أن الأمر يتعلق فعلا بإبنته عائشة وبزوجها وإبن عمها في آن إدريس، وقد زاراه بالأمس وأمناه على حقيبة مملوءة بالمال وضعها في دولابه الخاص، كانت البداية لتعميق البحث مع الظنينين بغاية الوصول إلى الحقيقة.
إنتقلت عائشة إلى الإعتراف كانت كل القرائن تؤكد تورطها وزوجها في قتل العقيد علي، فجأة دخل شرطي المكتب، بدى مضطربا، همس في أذن العميد كلاما لم تسمعه، لما خرج بدى العميد مستعجلا إنهاء التحقيق، فاجأته بأن سألته إن كان الوغد إدريس قد مات!؟، سألها العميد كيف علمت؟ إختصرت المسافة وقالت إنها التي قتلته إنتقاما لشرفها وعقانا له لأنه باعها بثمن بخس إلى الكولونيل، قال إنها جرعته سما سريع المفعول.
تعليقات
إرسال تعليق