القصة 12: شرطي من تطوان
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا.
شرطي من تطوان
الجزء الأول:
تبدأ القصة حيث تنتهي، ذات يوم من أواخر شهر يونيو من العام 2004 كان شرطيان من الفرقة الحضرية يتوليان الحراسة على شاطئ مدينة أكادير، كان حارس الأمن يوسف بلفقيه وزميله علي عزام يقومان بمهمة مراقبة مسترسلة لجزء من شاطئ أكادير ومن مكان مرتفع وبينما هما منهمكان في عملهما سمعا صراخ إمرأة تستغيث، إلتفتى إلى الجهة التي يأتي منها الصراخ، كانت إمرأة تقاوم شخصا يحاول أن يسلبها حقيبتها اليدوية، أسرعى إلى حيث المرأة كانا يقتربان ولكن الرجل يواصل محاولة إنتزاع الحقيبة اليدوية من المرأة، فجأة سلبها الحقيبة، وقعت المرأة على رمال الشاطئ وركض الرجل.
تبعه الشرطي يوسف بلفقيه ولما كاد أن يلحق به إستدار وأشهر سكينا في وجه الشرطي، أشهر يوسف مسدسه في وجه الظنين ولكنه لم يتراجع ثم من الخلف فاجأه الشرطي علي جرده من السكين وتمت السيطرة عليه وتصفيده. عاد حارس الأمن يوسف إلى المرأة التي تعرضت للإعتداء كانت ملقاة على الرمل وعلى بطنها آثار د م طع نها الجاني بسكينه، لم تكن فاقدة الوعي، طلبت من الشرطي أن ينقلها إلى مصحة يديرها صديق لوالدها، المرأة الشابة تنزف والشرطي علي عزام يمسك بشخص خطير.
إستوقف حارس الأمن يوسف بلفقيه سيارة لنقل البضائع، حمل المرأة ووضعها في الجزء الخلفي من السيارة ثم ساعد زميله على إقتياد الظنين المصفد إلى داخل السيارة، إنطلقت الناقلة بسرعة. تم إدخال الشابة إلى المصحة بينما نقل الظنين إلى مفوضية الشرطة. هكذا بدأت قضية جنائية أخرى في سجلات الشرطة القضائية بأكادير، ولكن قصة الشرطي يوسف بلفقيه تبدأ من هنا حيث إنتهى يوم عمله في شاطئ أكادير.
تبدأ قصة الشرطي يوسف في باب سبتة ذات يوم من أيام فبراير قبل 25 سنة كان عمره وقتها 3 أعوام لما عثر عليه تائها بمقربة من نقطة الجمارك، حمل إلى مخفر الشرطة على أمل أن يأتي ذووه يبحثون عنه ولكن أي شيء من ذلك يحدث، فتم إيداعه مؤسسة خيرية في مدينة تطوان، أشفق عليه أحد المربين فأخذه إلى بيته بين أولاده إلى حين أن يضهر من يطلبه من ذويه، مرت الأيام والشهور والسنوات وإندمج الطفل في تلك الأسرة التي منحته الدفء. لم يتمكن الفقيه وهو يأوي الطفل ويضمه إلى أبنائه من التعرف على إسم الصبي الذي كان حين يسئلونه ما إسمك كان يرد: يوس، كان الصبي يحمل في عنقه سلسلة ذهبية كتب على صفيحتها يوسف 25-7 أكادير. تأكد الفقيه من أن الطفل يسمى يوسف لا معلومات أخرى.
شب الفتى في جو أسري نقي، تابع دراسته كما أبناء الفقيه وحين حصل على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم كان يتوق إلى الإلتحاق بكلية العلوم بالرباط ولكن الظروف المادية للفقيه لم تكن تسمح بتحمل عبء الدراسة في الرباط، ولذلك بقي يوسف نزيلا في الملجأ يساعد الصغار من النزلاء في الدراسة. شاءت الأقدار أن يزور وزير الشؤون الإجتماعية مدينة تطوان وأن يكون الملجأ الذي يقيم فيه يوسف من المرافق التي تشملها الزيارة، أعد يوسف طلبا للحصول على وظيفة وقدمه إلى الوزير حين زيارته التفقدية للملجأ.
حط الطلب في الإدارة العامة للأمن الوطني، وبعد أيام تم إستدعاء يوسف إلى التدريب في المعهد الملكي للشرطة، تميز يوسف من بين زملائه في فترة التكوين، حصل على مرتبة جيدة أهلته إلى إختيار المدينة التي ترغب في الإشتغال فيها، إختار أكادير. كان الفقيه الذي إحتضنه قد أبلغه بقصة العثور عليه تائها في باب سبتة، ولما شب سلمه السلسلة الذهبية التي كانت في عنقه حين تم العثور عليه. بإختياره العمل في أكادير كان حارس الأمن يوسف بلفقيه يريد أن يكون أقرب إلى المكان الذي يفترض أن توجد به أسرته التي تاه عنها.
المرحلة الثانية تبتدئ في شاطئ أكادير بإنقاذ تلك الشابة وإعتقال الشخص الذي إعتدى عليها وسلبها حقيبتها اليدوية، بعد أن نقلت الشابة إلى المستشفى وبعد أن أودع الظنين مفوضية الشرطة حسب الشرطي يوسف أن الموضوع إنتهى وأن القضية ستأخد مجراهى ولكنه في اليوم التالي وبينما كان يزاول مهامه فوجئ برئيسه المباشر يصل على متن سيارة العميد الإقليمي ويطلب منه أن يرافقه إلى مفوضية الشرطة. إمتثل الشرطي وركب السيارة ولما وصلوا مقر الأمن توجه مباشرة إلى ديوان والي الأمن بأكادير، أدى التحية ووقف وقوف العسكري المنضبط إلى أن أذن له الوالي بالراحة وسمح له بأن يجلس.
جلس الشرطي يوسف على كرسي وفي الكرسي المقابل كان يجلس رجل عليه جلال ووقار، بدى له أنه من أعيان المدينة، حتى تلك اللحظة لم يكن يعلم حارس الأمن يوسف بلفقيه سبب إستدعائه إلى ديوان والي الأمن، ولكن ترقبه لم يطل فقد طلب منه الوالي أن يحكي ما حدث أمس في شاطئ المدينة، حكى الشرطي يوسف بالتفصيل ماوقع وكيف تم إنقاذ تلك الشابة والقبض على الجاني وكان يوسف يحكي بأسلوب يصور دقائق الموضوع، وكان الرجل الجالس أمامه يصغي بإهتمام كبير، سأله الوالي عن السبب الذي جعله يستوقف سيارة نقل البضائع لنقل الشابة المصابة إلى المستشفى، رد يوسف قائلا إن حياة إنسان أغلى من كل شيء وإنه لو إختار طلب سيارة الإسعاف فإنه ربما أضاع وقتا ثمينا لإنقاد تلك الشابة، كان يوسف في قمة الإنضباط وكان والي الأمن ينظر إليه بإعجاب.
لما أنهى الشرطي يوسف كلامه أخبره والي الأمن بأنه إنما إستدعي...
يتبع

تعليقات
إرسال تعليق