القصة 16: إمرأة ورجلان


إمرأة ورجلان

القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا.

إمرأة ورجلان

الجزء الأول:

في العام 1930 كانت مدينة تندوف مغربية ظلت كذلك إلى أن ضمها الإحتلال الفرنسي إلى الجزائر مستعل خمسينيات القرن الماضي، في تندوف في العام 1930 ولد علي التواتي، وقد أنهى علي مساره الدراسي في مدرسة تكوين الضباط وكان من الضباط المرموقين في الجيش الفرنسي.

في العام 1956 بعد حصول المغرب على الإستقلال كان الضابط علي التواتي في جملة الضباط الذين إعتمد عليهم في تأسيس القوات المسلحة الملكية، تدرج وإرتقى الرتبة تلوى الرتبة وحين أحيل على المعاش كان برتبة عقيد.

خلال وجوده في فرنسا تعرف إلى فتاة فرنسية ما لبث أن تزوجها، كانا سعيدين وقد رزقا مولودا تفانيا في تربيته وتعليمه في أرقى وأحسن المؤسسات التعليمية في المغرب وفرنسا. كان الكولونيل علي التواتي يحب الطبيعة ولذلك نراه في العام 1970 يشتري منزلا في تمارة، كان المنزل وسط أرض تزيد مساحتها عن 3000 متر مربع، وقد جعل منع العقيد(الكولونيل) التواتي متنزها حقيقيا لكثرة ما جلب إليه من نباثات وأشجار متنوعة.

بعد أن أحيل على التقاعد في العام 1995 إستقر العقيد(الكولونيل) التواتي وزوجته في هذا المنزل الجميل، كانا سعيدين ولكن يد المنون إمتدت فجأة إلى زوجته التي ماتت بعد مرض لم يمهلها أكثر من ثلاثة أيام. سار العقيد التواتي وحيدا الآن، سنوات زواجه جعلت الطبخ المغربي يغيب عن مائدته ولذلك فكر في توظيف خادمة تجيد الطبخ المغربي، سائقه ويدعى إدريس الزعري كان يلاحظ البحبوحة التي يعيش فيها العقيد، كان يغبطه، على النقيد من رغد العيش في منزل العقيد(الكولونيل) التواتي كان شغف العيش يحيط بإدريس الزعري، كان إدريس قد تزوج قبل بضعة أشهر من عشرينية هي بنت عمه، كانت على قدر محترم من الحسن، حسن صمد في وجه الفاقة التي ترعرعت فيها.

لما علم إدريس بأن العقيد يريد سيدة تتقن الطبخ المغربي لمعت في ذهنه فكرة لما لا تكون الطباخة زوجته، أبلغه أنه يعرف سيدة تجيد الطبخ المغربي، قال له إنها أخته عائشة، وافق العقيد على تشغيل عائشة، في المرحلة الأولى كان السائق إدريس لا يسعى سوى إلى توفير دخل إضافي وها هي الفرصة قد أتيحت له. منذ اليوم الأول لحضور عائشة تغير إيقاع الحياة في بيت الكولونيل، أعادت ترتيبه وإستشعر العقيد أن الحزن الذي سكن أركان البيت بعد وفاة زوجته قد رحل وتلاشى، كانت عائشة تتقن الطبخ المغربي أذاقت الكولونيل أطباقا مغربية مختلفة ومنذ اليوم الأول حرصت على تقديم وجبة الفطور باكرا كما يحب العقيد.

كانت تلك مرحلة أولى ولكن في مايبدوا الخطة التي وضع السائئق إدريس مراحل لقد جعل زوجته الشابة توافق على المضي إلى حدود قصوى لا يقبل بها الإنسان السوي من أجل المال، كانت عائشة تتعمد الدخول على العقيد الشيخ في غرفة نومه بملابس نومها الشفافة، كانت ذريعتها عدم التأخر في تقديم وجبة الفطور، في هذه المرحلة الثانية وكان الجو صيفيا شديد الحرارة أوحى إدريس إلى زوجته عائشة أخته حسب ما أوهم به العقيد أن تنام مجردة من كل ثيابها، وسوس لها أن تتأخر ولاتستيقظ وأن تظل في غرفتها.

صباح ذلك اليوم إستيقظ الكولونيل باكرا ترقب أن تأتي عائشة بالفطور ولكنها لم تطرق الباب تريث قليلا ثم قرر أن يتفقدها، طرق باب غرفتها لم يكن الباب مغلقا ولما لم يسمع جوابا دخل، كانت هناك بلا ملابس، وقف الشيخ مشدوها أفي يقظة هو أم في حلم، إقترب من الرشيقة المستلقية على الفراش كانت عيناها مغمضتان، لم يتمالك نفسه إقترب ولما لمست يداه جسدها إستيقظت مضطربة، بدت مضطربة بدأت تصرخ تنادي إدريس أخاها، حضر إلى الغرفة، كان العقيد واقفا، كانت تتوسل إلى إدريس أن ينقذها من الشيخ الذي أصابه الجنون، كانت تصرخ تدعوا إدريس أن يعيدها إلى بيت أبيها، يال الفضيحة. كل ذلك كان فصلا من مسرحية.

رأى إدريس أن زوجته أخته بالنسبة للعقيد قد أجادت الدور، في الخطة مرحلة أخرى، ضعف العقيد، توسل إلى إدريس ألا يتسرع في الرحيل، كانت عائشة تتظاهر بأنها تريد الذهاب، وكان إدريس يتظاهر بأن ما صدر عن الكولونيل قد أغضبه وبالتالي فإنه تضامنا مع شقيقته سيترك عمله، كان العقيد يرجوه أن يقنع عائشة بالبقاء.

ظلت صورة عائشة كما باغتها في غرفة نومها عالقة في ذهنه، كانت نارا تلتهم أحشاءه، حركت رجولته التي حسبها أفلت بموت زوجته الفرنسية، كان العقيد مصرا على أن تبقى عائشة وألا يرحل إدريس. تظاهر إدريس بأنه إعتبارا للسنوات التي قضاها في خدمة الكولونيل فإنه لن يتخلى عنه سيظل في الخدمة إلى أن يجد سائقا آخر، والواقع أن في الخطة مرحلة أخرى.

رحلت عائشة، كان العقيد مفتونا بها، إستعان بطبيب نفساني بعد أن حكى له الحكاية، نصحه بالزواج منها. كان إدريس يتحكم في الطريق إلى عائشة، عرض عليه العقيد التوسط في زواجه منها، إستمهله بضعة أيام، كان الإنتظار قاتلا. رتب إدريس المرحلة الموالية من خطته، وافقت زوجته على المضي في اللعبة، في نهاية الأمر ستعمل من أجل الحصول على جزء مما يملكه الكولونيل. في اليوم السابع جاء إدريس وكانت معه، إستقبلهما العقيد في الصالون، لما فتح موضوع الزواج همست في أذن إدريس شقيقها المزعوم أن يحدد الشروط، في تلك الجلسة سلمها العقيد 50000 درهم نقدا، كان مقدم صداقها.

تم إعداد الوثائق وتم تزويج العقيد بعائشة البكر المصون كما ورد في عقد النكاح. في الأيام التي تلت أذاقته من المتعة أشكالا وأنماطا، لم يكن سنه يتيح له مسايرة شبابها...

يتبع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة 19: المحلل يمتنع عن التطليق

القصة 11: ذات الرداء الأبيض

تتمة القصة 10: العم جوزيف النبال