القصة 7: العراف


القصة 7: العراف

 القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا.

الجزء الأول :

في مطلع سبعينيات القرن الماضي كانت مدينة خريبكة وهي مدينة الفوسفاط تعرف إزدهارا وتوسعا عمرانيا كبيرا، غير أن السلطات العمومية حتى تلك الفترة لم تكن قد بدلت من نظرتها إلى المدينة التي مع تطورها العمراني وتوسعها كانت متطلباتها الأمنية في تزايد. كانت عمليات الس طو على البيوت من أكثر المشاكل التي يواجهها عميد الشرطة القضائية العميد الحارتي الجيلاني.

ذات مرة بينما كان عائدا إلى مقر المفوضية بعد أن قام بمعاينة منزل أحد أطر المكتب الشريف للفوسفاط كان قد تعرض للسط و، صادف في طريقه عربة يجرها حصان وقد إمتطاهى رجل يلبس جلبابا أبيض وقد أرخى على وجهه غطاء الرأس، كانت على العربة نسوة تغنين وترقصن في جو إحتفالي غريب. أن تكون عميدا للشرطة القضائية في خريبكة سبعينيات القرن الماضي لابد أن يستوقفك الأمر، نسوة تحتفلن بهذه الطريقة وترقصن على عربة يقطرها حصان، ترقصن لرجل بلباس فقيه كل ذلك لابد وأن يثير الإستغراب والفضول أيضا. أخد العميد الحارتي الجيلاني جهاز اللاسلكي وأصدر أمرا بتوقيف العربة ومن عليها. 

بعد دقائق كانت العربة مستوقفة، توقفت النسوة عن الرقص والتصفيق ولكن ذا الجلباب الأبيض لم يبرح مكانه. سأل العميد عن سبب هذا الإحتفال الغريب أجابت إمرأة منهن وكانت الأكثر جرأة أن الشخص الذي يحتفى به فقيه خبير في ضرب الخط وهو نوع من العرافة وأنه متخصص في كشف المسر وق وفضح السا رق. مضت المرأة الجريئة إلى أن أناسا كثيرين إستفادوا من خبرة الفقيه وبركته ومنهم السيدة التي تقيم هذا الحفل. كان في كلام المرأة مايكفي ليستفز أكثر فضول العميد الحارتي الجيلاني قرر أن يستدعي الفقيه إلى مكتبه في المفوضية عله يظفر بما قد يفيد وإن كان العميد في قرارة نفسه يرى أن الماثل أمامه واحد من المشعوذين والدجالين، مع ذلك قرر أن يستقدمه إلى المفوضية، في كل الحالات لم يكن هناك ماقد يخسر.

قال الرجل وقد إستوى في مجلسه إن له شركاء من الجن يساعدونه على فك ألغاز السر قات الأكثر تعقيدا، حرص على أن يؤكد لعميد الشرطة القضائية أن مايقوم به لايعتبر بأي حال من الأحوال خرقا للقوانين، وبنبرة لم يغب عنها الإنتشاء قال الفقيه إنه مكن أناس كثيرين من إستعادة ما سر ق منهم والإهتداء إلى السارق أو اللصوص. بدى للعميد الحارتي الجيلاني أن يبقي على خيط إتصال مع الفقيه طلب منه أن يتعاون مع الشرطة التي تبقى بحاجة إلى أمثاله من أصحاب الخوارق، كاد العميد أن ينفجر ضاحكا وهو يوحي إلى الفقيه الجالس أمامه بأنه رجل مهم الشرطة بحاجة إليه، كاد ينفجر ضاحكا ولكنه تماسك نفسه وإحتفض بنبرته الجادة.

كان الرجل دو الجلباب الأبيض الفقيه على قدر من الدهاء، مقلتاه اللتان لا تفتران عن الحركة كانتا تلمعان مكرا، لعله أحس بأن العميد الجيلاني يحاول أن يوقعه في فخ ما. ودون أن يرفض العرض حاول أن يجد لنفسه مخرجا مهما ضاق، قال الفقيه إن تواصله مع شركائه من الجن لا يتسنى له إلا في بيته هناك فقط يستطيع إستحضار الجن والقيام بطقوسه التي تمكنه من التواصل مع عالمهم ومن ذلك الإكثار من إطلاق البخور المختلف الألوان والروائح، كل ذلك أكد الفقيه يجب أن يسبق إصدار الأوامر إلى الجنيين للتعاون وكشف مايخفى عن عيون الناس وإماطة الستار عن المفقود.

أراد عميد الشرطة القضائية في خريبكة أن يساير صاحبنا في مايدعي إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه أراد أن يختبره، أمر أن يدخل الفقيه إلى غرفة مجاورة لمكتبه كانت غرفة فارغة جهزت نوافدها بشبابيك حديدية متينة، أعطي الأمر لكي يترك للفقيه ما يكفيه من الوقت حتى يستوفي شروط التواصل مع رفاقه من الجن. مرت ساعتان ولكن تعذر على صاحبنا الفقيه التواصل مع عالم الجنيين.

أعيد الرجل إلى مكتب العميد الذي بادره بالسؤال عن السر في عدم قدرته على الإتصال بشركائه من الجن، حاول الفقيه أن يراوغ قائلا: لقد رفض كبير شرطة الجن أن يدخل إلى مفوضية الشرطة خشية الإسطدام بشرطة الإنس. رد العميد الذئاب لا تأكل بعضها، لم يتوفر ما يتيح فتح متابعة ما ضد الفقيه قرر العميد إخلاء سبيله ولكنه كان قد إستأذن النيابة العامة من قبل لوضعه تحت المراقبة، بعد أسبوع أكد المحققون أن الفقيه يقدم خدماته إلى نساء الأحياء الشعبية لتمكينهم من إستعادة أشياء سر قت منهن أو إستجلاء جوانب خفية في حياة أزواجهن، كما أنه يدعي القدرة على علاج العقم. خلص المحققون أيضا إلى أن الفقيه نجح في كشف المسر وق في عدة حالات كما أنه تمكن من علاج العقم عند نساء كثيرات تمكن من الحمل بعد زيارته.

يتبع...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة 19: المحلل يمتنع عن التطليق

القصة 11: ذات الرداء الأبيض

تتمة القصة 10: العم جوزيف النبال