تتمة القصة 8: قطط خنيفرة
الجزء الثاني :
تمكن من سرقة المفتاح من صديقه منذر، ولكن إدارة الوكالة سارعت إلى تغيير القفل فحبطت المحاولة الأولى. أثناء ذلك تقدم المقاول الذي سرق منه الشيك إلى إدارة الوكالة البنكية مستفسرا حول مبلغ تم سحبه من حسابه، أبلغته إدارة الوكالة بأن الشيك سحب لحساب متجر كبير مشهور بمدينة فاس، ولكن الزبون أكد أن لا علاقة له بذلك المتجر، أثناء البحث تبين أن من دفع الشيك هو موظف الوكالة البنكية حميد الحمديري، حرصت الوكالة البنكية على كتمان الأمر حفاضا على سمعتها، أعادت إلى حساب المقاول المبلغ الذي سحب منه بواسطة الشيك المسروق وإعتذرت عن الخطأ.
في الآن نفسه صدر قرار بفصل حميد الحمديري من عمله مع تحذيره من أن كل عمل يسيء إلى سمعة المؤسسة المصرفية المطرود منها سوف يجر عليه متابعات قضائية، لم يعد حميد الحمديري موظفا في البنك وسار عاطلا عن العمل. أوحى إلى نفسه بأن السفر إلى أوروبا ربما أنقده مما هو فيه، لم يكن لديه جواز السفر، سر ق جواز سفر شقيقه، إقتلع منه الصورة ووضع صورته مكانها، في تلك الحقبة لم يكن تز ييف جواز السفر عسيرا. لما ألصق صورته فصي الجواز كان ينقصها ربع طابع العمالة تذكر حميد الطابع الذي بحوزته والذي كان قد صنعه لفرقته الموسيقية قطط خنيفرة، ندكر في بداية هده القصة أن حميد الحمديري كان قد تعمد أن تكون كل وثائق الفرقة باللغة الفرنسية بما فيها الطابع، ندكر أيضا الخطأ الحاصل في كتابة إسم الفرقة : CAT KINCE DE KHENIFRA كان الطابع الموضوع على جواز السفر مكتوبا بالفرنسية PROVINCE DE KHENIFRA كان ينقص من الطابع عبارة : INCE DE KHENIFRA طابع الفرقة الموسيقية قطط خنيفرة كتب عليه CAT KINCE DE KHENIFRA.
بعد أن قام بعدة تجارب على أوراق دفتر إستطاع أن يملأ الفراغ الذي بقي على الصورة التي وضعها في جواز سفر أخيه، إكتملت عبارة PROVINCE DE KHENIFRA ، تمكن من السفر عبر ميناء طنجة دون أن يفتضح أمره، من إسبانيا سافر إلى فرنسا ومن فرنسا إلتحق ببريطانيا حيث كانت تقيم شابة كان على علاقة معها، أقام عندها فترة قبل أن يقفل عائدا إلى المغرب. عاد عبر ميناء طنجة دون أن يفتضح أمره، كانت فكرة سر قة خزانة الوكالة البنكية تهيمن عليه ولكن صديقه أمين الخزانة سار يتعامل معه بحذر، فقد إهتدى إلى أن حميد هو من سر ق منه مفتاح الخزانة، سر قه منه بعد أن ناوله منوما وضعه في كوب عصير.
ولكن فكرة السطو على الخزانة تلح على حميد الحمديري لقد سار لايرى خلاصا من وضعه المالي المتدهور إلا بسر قة خزانة الوكالة البنكية. إشتد إصراره، حسم أمره سوف يسرق المفتاح من صديقه منذر ولو أدى الأمر إلى قتله. خطته الجديدة تبدأ بمراقبة منزل صديقه، إستقدم من قرية مجاورة راعي غنم وعده بمبلغ مالي محترم لقاء مراقبة المنزل وإبلاغه متى تيقن من أن منذر البلاري يوجد وحيدا.
في العاشرة ليلا إلتحق حميد الحمديري بالراعي الذي أبلغه بأن منذر في المنزل وحيدا وأنه أطفأ الأنوار لعله خلد إلى النوم. رأى حميد أن الفرصة مواتية للإنقضا ض على منذر وسر قة مفتاح خزانة الوكالة البنكية، تسلق إلى الشرفة كان منذر يقطن في الطابق الأول، تمكن حميد من فتح الباب، تسلل إلى الداخل ولكنهما أصيبى بخيبة أمل : باب حجرة نوم منذر مقفل من الداخل، قررى الإنتظار وسط الظلام، إنزويى إلى ركن كانى تعبين، أغفيى نامى ولم يستيقضى إلا على صراخ منذر الذي إكتشف وجودهما عندما خرج يهم إلى الحمام.
بسرعة إنقضى عليه أمسك به الراعي بينما طع نه حميد بسك ين، فجأة أطلت إمرأة من غرفة النوم، كانت تصرخ وتستنجد، فر حميد والقروي، حظر الجيران إلى الشقة ولم يتأخر وصول سيارة الإسعاف. لم يكن منذر قد فقد الوعي لما وصلت شرطة النجدة قبل أن تخور قواه أبلغ عن إسم من إعتد ى عليه، لحسن حظه فقد كان في المستشفى نجى من مو ت محقق.
لم تجد الشرطة صعوبة في إلقاء القبض على حميد الحمديري، لما قفز هاربا من شقة صديقه أصيب بإنزلاق عظمي في رجله، إعترف ولكن إعترافه لم يكن كافيا تم نقله إلى بيته الذي تم تفتيشه بحظوره وأفراد من أسرته، تم إكتشاف مفتاح خزانة البنك الذي سر ق من منذر البلاري وأفضى التحقيق إلى إكتشاف كل الأدوات التي إستعملت في تزييف جواز السفر.
القروي شريك حميد في الجر يمة إعتقل عشرة أيام بعد ذلك، كان شابا ساذجا لم يدرك حجم جر يمته، لقد وعده حميد بألف درهم لقاء ما قام به، ظن أن الألف درهم الموعود بها ستحل كل متاعبه المالية.

تعليقات
إرسال تعليق