تتمة القصة 9: علبة عيدان الكبريت
الجزء الثاني :
أعطت تلك المعلومات شحنة قوية للضابط المكلف بالتحقيق حول سرقة مخزن المواد الغدائية بالرباط، كانت حافزا قويا على المضي في ترصد المبحوث عنه حتى إلقاء القبض عليه. أمضى المحققون نهارهم ينتظرون حول ذاك المنزل في آخر الليل ظهر مترنحا، كانت برفقته فتاة يشي ظاهرها بأنها من بائعات الهوى. تم إعتقالهما وإقتيدى إلى مركز الشرطة.
في الصباح تم نقل المعتقلين إلى مقر الشرطة القضائية، هناك أخضعى لإستنطاق دقيق، سئل الرجل عن عطلة نهاية الأسبوع أين قضاها، قال إنه لم يبرح منزله ليلة السبت كان مع الفتاة التي إعتقلت برفقته. أكدت أقواله، إستفزه ضابط الشرطة قال له إن البيت الذي يدعي أنه بيته ليس ببيته، كان الضابط يريد توفير مدخل يمكنه من التوجه إلى المنزل لتفتيشه، أصر الرجل على أن البيت بيته ولذلك رافقه محققون إلى هناك.
لما وصلوا الباب أخرج مفتاحا من جيبه وفتحه، إنها اللحظة التي ينتظرها المحققون، دخلوا البيت وبدأت عملية التفتيش، كان الظنين قد صرح بأنه لا يملك من المال إلا ما ضبط بحوزته لما إعتقل، كانت عملية التفتيش مضنية، لم يتمكن المحققون من العثور على دليل إدانة. من بين أعضاء الفريق الذي يتولى التحقيق مفتش قضى سنوات طوال في مصلحة الشرطة القضائية كان رجلا محنكا، إكتسب بالممارسة تجربة قيمة، لما هم الفريق بالمغادرة كان المفتش يبحث عن المكان السري الذي قد يكون الظنين أخفى فيه ما سرقه في الرباط، ربط بين مهنة الرجل وهو رصاص كما قال والمكان الذي قد يكون أخفى فيه ما تحصل عليه من السطو على مخزن المواد الغدائية.
توجه المفتش إلى المرحاض، إكتشف أن آلية خزان الماء معطلة، أخبره الظنين صاحب البيت أنه لم يجد متسعا من الوقت لإصلاحها، أوحى إليه المفتش بأن اللحظة وقت مناسب إرتقى المفتش كرسي المرحاض، فتح خزان الماء، لا ماء ولكن كان بداخله شيء ما تم لفه بعناية، سار الظنين شاحب الوجه، إرتبك، أخرج المفتش ما كان في خزان الماء، كان مبلغا ماليا كبيرا، في اللفافة أيضا ثلاث شيكات تم تحريرها لفائدة الشركة مالكة مخزن المواد الغدائية.
قام الضابط بإستجواب الظنين في عين المكان، سجل كل أقواله وأيضا ما تم إكتشافه، بعد إتمام الإجراء ات تم نقل الظنين إلى الرباط حيث إقترفت السرقة المنسوبة إليه. في مستهل إستنطاقه تمت مفاجأته بما ورد في محضر إستنطاق صديقه صاحب ورشة إصلاح أجهزة تبريد محركات السيارات الرجل الذي أعاره الشاليمو، كما عرضت عليه الأموال والشيكات وأيضا ما ورد في شكاية الشركة مالكة المخزن الذي تعرض للسطو، لا مجال للإنكار.
أقر الظنين بأنه من قام بسرقة المخزن وبأن شريكه في العملية هو أحد عمال الشركة، زوده بكل المعلومات التي سخرها في التخطيط لعملية السطو، قال إنهما إتفقى على تقاسم المتحصل عليه من السرقة، لم يكن صعبا إعتقال الشريك. تذكر المفتش علبة عيدان الكبريت الفارغة إعترف الظنين بأنها له ألقى بها بعد أن إستنفد أعواد الكبريت في إشعال فتيل الشاليمو، نسي أنه كان قد سجل عليها رقم هاتف صديقه الذي أعاره نافثة النار، أكد أن صديقه لم يكن يعلم بخطة السطو على مخزن المواد الغدائية.

تعليقات
إرسال تعليق