تتمة القصة 4 : الحظ القا تل


تتمة القصة 4 : الحظ القاتل

الجزء الثاني والأخير :

 أثبتت قراءة البصمة الوحيدة التي أخدت من الجث ة أن القت يل هو المدعو قيد حياته عبد الحكيم بن رمضان موضوع مدكرة البحث، أبلغ العميد الساودي بالمستجدات، بادر بالتوجه إلى عنوان السيدة بهية بنت علي في درب ميلا، طلب منها الحظور إلى مستودع الأمو ات علها تتعرف على ج ثة زوجها. قالت إنها زارت المستودع في 17 من الشهر ولم تعثر على زوجها هناك، ألح عليها الضابط، كانت زيارتها مستودع الأمو ات يوما واحدا قبل إكتشاف الجث ة. لما حظرت تعرفت عليه ولكنها لم تذرف دمعة واحدة. قالت كان مقامرا أغرقنا في البؤس.

علم العميد الساودي أن للقت يل رفاقا كثيرين يجالسهم في مقهى الأصدقاء بزنقة بوردو. مسلك القمار تبين الآن، كلف العميد الساودي فريقا للتقصي حول من إستخلص ال35 مليون سنتيم من مكتب اليناصيب، وعهد إلى فريق آخر التقصي في مقهى الأصدقاء حول آخر من رافق عبد الحكيم بن رمضان عشية إختفاءه، توصل الفريق الأول إلى أن المحظوظ الذي فاز بال35 مليون سنتيم هو المدعو رابح بن عبد الله الذي يعمل في محل بيع السيارات بزنقة بوردو.

علم الفريق الثاني من نادل مقهى الأصدقاء أن ثلاثة من مستخدمي محل بيع السيارات من الزبناء المداومين على المقهى وهم : عبد الحكيم بن رمضان و رابح بن عبد الله و عمر بن عثمان. بدى مسار البحث وقد تحدد الآن سيتركز على مستخدمي محل بيع السيارات، يجب إستجواب رابح بن عبد الله و عمر بن عثمان. الأخير صرح للمحققين بأنه أقلع عن التعاطي للقمار بعدما خسر الشهر الماضي كل دخله، ولكن صديقيه رابح وعبد الحكيم إستمرى في اللعب، أضاف سمعتهما يتفقان على شراء ورقة يناصيب كاملة مناصفة بينهما.

بعد نصف ساعة إلتحق بمحل بيع السيارات رابح بن عبد الله، ما أن قدم العميد نفسه إليه حتى إمتقع لونه وشحب، إستدرك من تلقاء نفسه أنه مضطرب لأنه يعاني من الإرهاق. باغته العميد وسأله عن صديقه عبد الحكيم بن رمضان رد بأنه لم يره منذ أيام وأنه متغيب عن العمل لأسباب لا يعلمها، لم يسأله العميد عن جائزة اليناصيب ولكنه إستدرجه للحديث عن زميله عبد الحكيم، قال إنه لم يشارك في السحب الأخير لأنه لم يكن يتوفر على مال. تعلل العميد الساودي بالسؤال عن عبد الحكيم وإستأذن في تفتيش درج رابح بن عبد الله، أخد منه نموذجا لإستمارة بخط يده كان الغرض مقارنتها بالأرقام الخمسة التي كانت طي الورقة التي عثر عليها قرب جث ة عبد الحكيم.

وضع رابح بن عبد الله رهن المراقبة، وبعد يومين أكدت الخبرة أن الأرقام المكتوبة على الورقة المحجوزة وتلك التي على إستمارة محل بيع السيارات كتبها شخص واحد. رابح بن عبد الله كان من كتب الأرقام الخمسة، لقد توفر للعميد أحمد الساودي الدليل المادي الذي كان يفتقده فبادر بالأمر بإعتقال رابح بن عبد الله، لما أحظر تم تفتيش جيوبه عثر بها على بطاقة تعريفه وعلى وصل بنكي بإيداع مبلغ 35 مليون سنتيم، كانت هناك أشياء أخرى منها سك ين صغير في غمده، أخد العميد الس كين فتحه وقام بقياس شفرته كانت بطول 6 سنتمترات، تم إرسالها إلى المختبر لفحصها. 

أثناء التحقيق حاول رابح المناورة إدعى لما سئل عن ال35 مليونا أنه تكتم على الأمر حتى على أقرب المقربين إليه، لأنه كان يريد أن يقنع زوجته بأنه تخلى عن التعاطي للقمار، وأن يدفع لها مصاريف الأسرة مطلع كل شهر، أنكر أن يكون عبد الحكيم شريكا له في الجائزة أصر على الإنكار حتى بعد أن قدم العميد نسخة من الورقة الرابحة وكانت بخط يد عبد الحكيم رمضان، الدليل الأقوى ضد رابح بن عبد الله هو غمد الس كين الذي أثبتت الخبرة أن به أثرا من دم عبد الحكيم بن رمضان، حاول التماسك أمام أسئلة المحققين التي كانت تنهار عليه، ولكنه لم يصمد طويلا، إعترف.

قال إنه وعبد الحكيم كانا يشتركان في شراء أوراق اليناصيب ولم يحالفهما الحظ على مدى سنوات للفوز بجائزة هامة، في المرة الأخيرة إشتركى في ورقة اليناصيب الفائزة، إدعى رابح أن صديقه عبد الحكيم أراد أن يخص نفسه بقيمة الجائزة رافضا إقتسامها بل وحتى تسليمه ثلثها، نشبت بينهما مشادة كلامية إحتدت وتحولت إلى إشتباك بالأيدي. كان عبد الحكيم ذا بنية قوية أسقط رابح أرضا، إستل الأخير سك ينه ولحق به داخل حديقة الجامعة العربية، هناك ط عنه على مستوى القلب. قال إنه فوجئ به يتهاوى على كومة من الأزبال، جرده من أوراقه ومن ورقة اليناصيب الرابحة، غادر الحديقة ثم تدكر س كينه الذي بقي منغر سا في صدر عبد الحكيم، عاد إلى المكان كانت الجث ة هامدة إستل منها س كينه كان به أثر دم أخرج من جيبه الورقة التي كان قد دون عليها الأرقام الخمسة مسح الس كين وألقى الورقة. كان على العميد الساودي أن يجد وثاقا آخر يطوق به الظنين ويستخلص من أقواله، كان رابح قد إعترف بأنه ألقى بأوراق عبد الحكيم وراء سياج بناية في جوار حديقة الجامعة العربية، وحده كان يعلم المكان، بعد أن تم تضمين أقواله محضرا وقع عليه إقتيد رابح محاطا بطوق أمني، كان العميد الساودي قد إتصل بنائب وكيل الملك أبلغه بما توصل إليه وأفضى إليه بأنه قاصد إلى حيث تخلص الظنين من أوراق الضحية، بحظور نائب وكيل الملك وقاضي التحقيق لوقائع إسترجاع أوراق الق تيل كان العميد الساودي يختم ملف قضية حديقة الجامعة العربية. أنجزت المهمة وللقضاء أن يقول كلمته.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة 19: المحلل يمتنع عن التطليق

القصة 11: ذات الرداء الأبيض

تتمة القصة 10: العم جوزيف النبال