القصة 6: الأرملة السوداء
القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا.
القصة 6: الأرملة السوداء
الجزء الأول :
كان فريد أبو الخال المواطن العربي المقيم بالمغرب منذ زمن الحماية الفرنسية، شخصا يحضى بالإحترام، كان والده المرحوم الحاج بلال أبو الخال من الرجال اللذين آزروا المقاومة المغربية ضد الإستعمار الفرنسي، وقد ورث عنه ولده فريد ذاك التقدير والإحترام كما ورث عنه أملاكه ومشاريعه وبشكل خاص تلك الضيعة بأطراف القنيطرة التي كانت مداخيلها توفر له أسباب العيش الرغيد.
كان لفريد أبو الخال مسكن ثانوي على الشاطئ، يستمتع بهدوء المكان ويمارس هواية الصيد هوايته المفضلة، مند سنوات إرتبط فريد أبو الخال بسيدة فرنسية كانت خليلته، وكان لها ولد وبنت، لم يكن يظن أي من الجيران أن العلاقة القائمة بين أبو الخال و كلودين علاقة غير شرعية، بل إن كثيرين كانوا يحسبون الولد والبنت ولدي فراش تلك العلاقة. أنهى الولد وقد شب دراسته لم يبحث عن عمل، فالسيد أبو الخال يوفر له كل مايحتاج إليه. أما الفتاة فإنها بعد أن أنهت دراستها في المغرب إنتقلت إلى فرنسا لمواصلة دراستها الجامعية هناك.
صورة متكاملة ومتناسقة لأسرة تعيش في سعادة وهناء، كذلك كانت تبدوا. في عصر يوم صيفي تقدمت السيدة كلودين لدى مكتب الدرك الملكي إلى حيث يتبع السكن الثانوي لفريد أبو الخال، قالت إن زوجها وكدلك كانت تدعوه ذهب إلى الصيد منذ يومين ولم يعد، قالت إنها إنتظرته طيلة اليوم الموالي لدهابه إلى الصيد ثم ليلة أخرى، قالت إنها فتشت عليه في كل الشواطئ التي إعتاد إرتيادها للصيد، وبعد جهد جهيد قالت عثرت على سيارته على بعد نحو كيلومتر من البيت، أبلغت الدرك أن كل معدات الصيد كانت داخل السيارة ولكن الصياد فريد أبو الخال إختفى.
إفادة وافية كافية، تحرك رجال الدرك إلى المكان وجدوا السيارة في مكان يؤمه الصيادون، بعد بحث إستمر يومين تم إنتشال جث ة فريد أبو الخال من مياه المحيط، لحقتها تشوهات، نقلت الجث ة إلى مستودع الأمو ات لتشريحها، الطبيب المداوم في المستودع لم يرى من سبب لو فاة فريد غير الغرق. سلمت مصلحة الدرك الملكي السيارة إلى كلودين التي يفترض أنها أرملة فريد أبو الخال، كانت السيارة قد أخضعت لتفتيش لم يظهر منه مايقود البحث إلى وجهة أخرى غير حادثة الغرق.
كانت كلودين متشحتا بالسواد حدادا، كانت تبدي حزنا كبيرا لفراق عشيقها. وكيل الملك بمحكمة القنيطرة لم يقتنع بالمعلومات التي تضمنتها الإفادة الخاصة بم قتل فريد أبو الخال، ولذلك طلب من المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية إتمام الإجراء ات التي بدأتها مصلحة الدرك بدأ بطلب تشريح الج ثة وتفتيش سيارة الهالك من جديد.
خلص التشريح إلى أن فريد أبو الخال لم يمت غرقا وإنما ما ت من جراء تلقيه عدة ضر بات بأداة راضة في الرأس، ولم يكن داخل رئتيه أثر للماء، خلاصات تدفع إلى الإعتقاد بأن فريد أبو الخال إنما ألقي به في البحر بعد أن سار جث ة هامدة. قصد المحققون منزل أبو الخال، كانت كلودين الأرملة المفترضة تتشح بالسواد، تبدي حزنا كبيرا، لم تقوى على الكلام وربما أرادت أن تظهر كذلك فكثيرا ماكان الصمت ملادا. كانت السيارة مركونة في المرآب، قاموا بعملية تفتيش جديدة دون إكتشاف ما يوجه البحث إلى وجهة معينة.
كان ضمن الفريق مفتش شرطة من ذوي التجربة الطويلة في تعقب الآثار، لم يقتنع بالكيفية التي تم بها تفتيش السيارة فطلب نقلها إلى مقر الشرطة لتفتيش أكثر دقة. البطء الذي يسير به التحقيق لم يكن مما يرضي المسؤولين الأمنيين الأعلى مستوى فالضحية رجل ذو قدر، إنه فريد إبن الحاج بلال أبو الخال الرجل الذي دعم مقاومة الإستعمار، ثم إن كل تأخر في الوصول إلى الأدلة قد يعرضها إلى الإختفاء والتلف.
يتبع...

تعليقات
إرسال تعليق