القصة 4 : الحظ القا تل

 

القصة 4 : الحظ القاتل

 القصص التي نقدم لكم هي من صلب الواقع تعمدنا تغيير أسماء الأشخاص و أحيانا الأماكن وإذا ما وقع تشابه أو تطابق في الأسماء أو الوقائع فإنه من باب الصدفة ليس إلا.

القصة 4 : الحظ القا تل

الجزء الأول :

دأب سكان باب مراكش بالدار البيضاء النساء والأطفال خاصة على التوجه إلى حديقة الجامعة العربية للترويح عن النفس، المكان متنفس حيوي لسكان باب مراكش ومنهم السيدة رقية بنت عمر، ذاك ال18 من مارس من العام 2005 كان يوما مشمسا ربيعيا بإمتياز، وكان سكان الدار البيضاء ومنهم سكان باب مراكش قد ألزموا بيوتهم لغزارة الأمطار التي شهدتها المدينة، ولذلك كانت حديقة الجامعة العربية يومها غاصة بالمتنزهين. الأطفال يركضون في كل الإتجاهات يصرخون ويضحكون ويمرحون، بينما تشكلت حلقات للنساء في أرجاء الحديقة. كانت السيدة رقية بنت عمر قد صحبت معها طفلها ذي السنوات الخمس وبينما كانت منهمكة في الحديث مع مجموعة من النساء غاب الطفل عن نظرها، تفطنت إلى الأمر وقامت مسرعة تناديه لم يكن يجيب. توجهت إلى زاوية من الحديقة دات أشجار كثيفة ترائا لها واقفا، أسرعت إليه كان مفزوعا، وما إن إقتربت إكتشفت هول ما أفزع الصبي.

على الأرض بين كومة من الأزبال جث ة ممددة على الأرض، جث ة رجل إكتسحت وجهه جيوش من الحشرات، كانت جث ة متعفنة. صرخت رقية بأعلى صوتها فهرع إليها المتنزهون والمارة أبلغ أحدهم الشرطة. حضر إلى المكان العميد رئيس الدائرة الثانية إستمع إلى أقوال السيدة رقية بنت عمر، هاتف ممثل النيابة العامة وطلب حضور الطبيب الشرعي ومصلحة التشخيص القضائي وسيارة لنقل الأموات. قام بما يمليه القانون في مثل الحالة القائمة في حديقة الجامعة العربية.

لاحظ الطبيب الشرعي بعد معاينة أولية للجث ة أن الو فاة تعود إلى 7 أو 8 أيام خلت، وأنها ربما نتجت عن إصابة بأداة حا دة في جهة القلب. كان ضروريا إخضاع الجث ة للتشريح للتأكد من ذلك، إلتقط خبير التشخيص القضائي صورا للجث ة في الوضع الدي إكتشفت عليه، تعذر أخد البصمات في عين المكان ولم يتم إكتشاف أي وثيقة تدل على هوية القتيل. بعد تلك الإجراء ات رفعت الجث ة من مكانها بعد أن أذن بدلك ممثل النيابة العامة.

تم تفتيش المكان بعد أن أخلي من الجث ة ومن الفضوليين، في الجوار تم العثور على ورقة بيضاء بدت وقد طويت بعناية، كان بها أثر دم. كتبت على تلك الورقة خمسة أرقام أربعة منها متجاورة : 9325 الرقم الخامس وهو الرقم 4 كتب بمعزل عن الأرقام الأخرى. غير بعيد بقعة دم أخدت عينة منها إلى مختبر الشرطة. تقرر أن توكل القضية إلى العميد أحمد الساودي من الشرطة القضائية كان عليه أن يكشف هوية القت يل، ويفك لغز الأرقام الخمسة.

أكدت عملية التشريح أن الرجل قت ل بوخز في جهة القلب سخرت فيه أداة حادة بطول 6 سنتمترات، بسبب حالة التعفن المتقدمة للجث ة كاد يستحيل على فريق التشخيص القضائي رفع بصمات القتيل، بجهد كبير تم رفع بصمة واحدة سليمة.

لم تكن الأرقام الخمسة أرقام هاتف ولا أرقام تسجيل سيارة، إزدادت حيرة المحققين ولكن بصيص أمل ظهر فجأة، كان بين أعوان الأمن واحد على أبواب الإحالة على التقاعد، كان قد أضاع زهرة شبابه مقامرا، ما إن إضطلع على الأرقام الخمسة حتى رجح أن تكون أرقام يناصيب. إصطحبه العميد إلى مكتب بيع أوراق اليناصيب، الأرقام الخمسة كانت الفائزة بالجائزة الكبرى في الأسبوع الماضي، كانت قيمة الجائزة 35 مليون سنتيم. فتح أمام العميد أحمد الساودي وفرقته مسلك جديد.

في 12 من مارس، 6 أيام قبل إكتشاف الجث ة توجهت السيدة بهية بنت علي التي تسكن في درب ميلا إلى الدائرة الأولى للأمن للإبلاغ عن إختفاء زوجها عبد الحكيم بن رمضان البالغ من العمر 35 عاما منذ ثلاثة أيام.قالت إنها بحثت عنه في مستشفيات المدينة وفي محل بيع السيارات المستعملة في زنقة بوردو حيث يعمل ولكنها لم تعثر له على أثر. أصدقائه أبلغوها أنهم لم يروه مند ثلاثة أيام. السيدة بهية قالت أنها زارت أيضا مستودع الأمو ات ولم تجده هناك. تم إرسال مدكرة البحث إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية لتعميمها محليا ووطنيا، تضمنت المدكرة أوصاف الرجل وملابسه يوم إختفى، بدت الأوصاف مطابقة إلى حد كبير لأوصاف جث ة حديقة الجامعة العربية.

أثبتت قراءة البصمة الوحيدة التي أخدت من الجث ة أن القت يل هو المدعو قيد حياته عبد الحكيم بن رمضان موضوع مدكرة البحث...

يتبع...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة 19: المحلل يمتنع عن التطليق

القصة 11: ذات الرداء الأبيض

تتمة القصة 10: العم جوزيف النبال